الشبهة السابعة في قوله تعالى (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)
""""""""""""""
اشتبهوا بقوله تعالى (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) [التوبة:122] فقالوا كأقوالهم السابقة أن الله قد أوجب علينا قبول إنذارهم ، أي : المنذرين ، وهذا أمر من الله سبحانه بالتقليد، وأن الذي لا يعلم يسلم فهمه لغيره .
والجواب على ذلك : ..
أول: إن الله قد أمرنا بالنفور للتفقه في الدين لا في الرأي، وهو المهم ثم أمر من نفر ليتفقه في الدين أن ينذر قومه إذا رجع إليهم، ولا ينذرهم إلا بما تفقه من الدين، أما رأيه فلم يكن هناك داعي لنفوره، ورأيه أيض ليس دين، ثم قال تعالى (لعلهم يحذرون) أي: غضبه وعذابه إن عصوه وخالفوا أمره ، وأمره ليس إلا فيما أوحاه إلى رسوله (ص) لا برأي واحد من الناس، وبما أن الله قال( ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم) فلا يكون الإنذار إلا بالوحي المنـزل من عند الله لأن فيه الحلال والحرام، حيث قال تعالى (قل إنما أنذركم بالوحي)[الأنبياء:45] وهذا دليل على أنه لا يجوز الإنذار إلا بالوحي، وهذا على سبيل الحصر أن الرسول (ص) لا ينذر إلا بالوحي ، وغيـره من باب أولى، وقال تعالى (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ)[الأنعام:19] وقال(وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون)[الأنعام:51] فلا يجوز الإنذار إلا بالوحي ولا يجوز التقليد،وبطل تمويههم .
ثاني: نقول لهم كل المؤلفين قد نفروا للتفقه ولكن اختلفت أفهامهم ومذاهبهم ، فمن يتبع فيهم وهم مختلفون والحق واحد؟ إن قالوا الجميع فهو المستحيل، وإن قالوا البعض سألناهم لماذا ؟ وما الذي يحملنا على اتباع بعض النافرين دون غيرهم؟ فإن قالوا الذي معه البرهان يتبع، قلنا هذا هو ما نريده وما نبغيه، وإن قالوا الذي يشهد له مجموعة من الناس ، نقول كل أصحاب مذهب يشهد لهم مجموعة من الناس ، ولا يمكن معرفة الحق بعد ذلك، فقد وضح بطلان ما قالوا عن جواز التقليد .
""""""""""""""
اشتبهوا بقوله تعالى (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) [التوبة:122] فقالوا كأقوالهم السابقة أن الله قد أوجب علينا قبول إنذارهم ، أي : المنذرين ، وهذا أمر من الله سبحانه بالتقليد، وأن الذي لا يعلم يسلم فهمه لغيره .
والجواب على ذلك : ..
أول: إن الله قد أمرنا بالنفور للتفقه في الدين لا في الرأي، وهو المهم ثم أمر من نفر ليتفقه في الدين أن ينذر قومه إذا رجع إليهم، ولا ينذرهم إلا بما تفقه من الدين، أما رأيه فلم يكن هناك داعي لنفوره، ورأيه أيض ليس دين، ثم قال تعالى (لعلهم يحذرون) أي: غضبه وعذابه إن عصوه وخالفوا أمره ، وأمره ليس إلا فيما أوحاه إلى رسوله (ص) لا برأي واحد من الناس، وبما أن الله قال( ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم) فلا يكون الإنذار إلا بالوحي المنـزل من عند الله لأن فيه الحلال والحرام، حيث قال تعالى (قل إنما أنذركم بالوحي)[الأنبياء:45] وهذا دليل على أنه لا يجوز الإنذار إلا بالوحي، وهذا على سبيل الحصر أن الرسول (ص) لا ينذر إلا بالوحي ، وغيـره من باب أولى، وقال تعالى (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ)[الأنعام:19] وقال(وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون)[الأنعام:51] فلا يجوز الإنذار إلا بالوحي ولا يجوز التقليد،وبطل تمويههم .
ثاني: نقول لهم كل المؤلفين قد نفروا للتفقه ولكن اختلفت أفهامهم ومذاهبهم ، فمن يتبع فيهم وهم مختلفون والحق واحد؟ إن قالوا الجميع فهو المستحيل، وإن قالوا البعض سألناهم لماذا ؟ وما الذي يحملنا على اتباع بعض النافرين دون غيرهم؟ فإن قالوا الذي معه البرهان يتبع، قلنا هذا هو ما نريده وما نبغيه، وإن قالوا الذي يشهد له مجموعة من الناس ، نقول كل أصحاب مذهب يشهد لهم مجموعة من الناس ، ولا يمكن معرفة الحق بعد ذلك، فقد وضح بطلان ما قالوا عن جواز التقليد .
