جنة الفردوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموت


    * أسطورة الشفاعة *16

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 139
    تاريخ التسجيل : 08/09/2011

    * أسطورة الشفاعة *16 Empty * أسطورة الشفاعة *16

    مُساهمة  Admin السبت أكتوبر 22, 2011 5:29 pm

    ح- المؤمن موق من شر يوم القيامة :
    وفي هذا الردّ بيان أن المؤمن موعود من قبل الله بأن يقيه من شرّ يوم القيامة قال تعالى (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن)[التغابن:2] فقد بين الله أن الخلق مقسومون إلى كافر ومؤمن ، وقال تعالى (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً * إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا)[الإنسان:3،2] وعلى ذلك فالمؤمن هو الشاكر ونقيضه هو الكافر، فمن لم يكن شاكراً فإنما هو كافر، وقد أعد الله للكافرين سلاسل وأغلالاً وسعيراً ، فهذه عاقبة الكافر، أما الشاكر فهو البار الذي قال الله في شأنه (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً * عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً * يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً * ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً * إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً * فوقاهم الله شرّ ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسروراً)[الإنسان:5-11] ذلك هو نعيم الأبرار الذين هم الشاكرون المؤمنون ، وذلك هو ما وعدهم الله تعالى لقد وعدهم بالوقاية من شرّ ذلك اليوم ، ومن قال أن المؤمن يدخل النار فهو مكذب بمعنى هذه الآية .. وما أكثر ما يكذبون بالآيات والأحاديث وإنما لا يرضون أن يصرحوا ، فكيف سيقيهم من شر ذلك اليوم وهو يدخلهم النار ولو للحظة واحدة والجمع هنا مستحيل جدا ، إن دخول النار شر ، فمن لم يكن من الأبرار فإنما هو من الكفار، قال تعالى (إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم * يصلونها يوم الدين * وما هم عنها بغائبين)[الإنفطار:13-16] وقال تعالى (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين * كتاب مرقوم * ويلّ يومئذ للمكذبين * الذين يكذبون بيوم الدين ... كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون * إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون * ...)[المطففين:7-23] .
    فقد قسم الله الناس إلى بارّ وفاجر وكذا إلى مؤمن وكافر وكذا إلى شاكر وكافر فتبين أن المؤمن هو الشاكر وهو البارّ وأن الكافر هو الفاجر قال تعالى (ووجوه يومئذ عليها غبرة * ترهقها قترة * أولئك هم الكفرة الفجرة)[عبس:40-42] فالكافر الفاجر في السلاسل والأغلال ، والمؤمن الذي هو البار موق من شر ذلك اليوم ، بل أن الله يلقيه نظرة وسروراً ولا يدخله النار، ولكن القوم صنعوا مسلما (وهو في الحقيقة عاصيا ليس مستسلما لأوامر الله) ثم بعد ذلك وقعوا في مأزق كيف يصنعون به، فسموه مسلما عاصيا .. فألزمهم ذلك تأويل جميع الآيات التي تدلّ على كفره والأحاديث التي تبين كفره ، ثم جعلوا له عذابا محتملا يعذب أو لا يعذب ، ثم بعد ذلك أولوا جميع الآيات والأحاديث التي تبين أن النار ما هي إلا للكافر المشرك وكذلك الآيات والأحاديث التي تبين وعود الله بالأمن وعدم الخزي للمؤمن والوقاية من شر يوم القيامة فضلوا وأضلوا .
    أي أنه قد أشكلت عليهم حكاية المسلم العاصي وذلك لمواجهتهم هذه الآيات التي تقسم الناس في الآخرة إلى قسمين ، مؤمن أو كافر ، ثقيل الميزان أو خفيفه ، شقي أو سعيد ، يؤتى كتابه بيمينه أو بشماله ، .... وجميع الآيات التي تقسم الناس يوم القيامة إلى قسمين ، ففي أي قسم يضعوا المسلم العاصي إزاء هذه الأدلة القاطعة التي واجهتهم ، فقد شحذوا هممهم وأنتجت قرائحهم تأويلات مجحفة جارت على النصوص وكأنهم أمام تحدي ، فلجّوا في عنادهم ليثبتوا هذا المسلم الذي لم يرد ذكره في النصوص القرآنية ولا في الأحاديث النبوية ، فأسعفهم فكرهم بفرية مضمونها أن ظاهر هذه الآيات غير مراد، ولم نعلم بأي المقاييس عرفوا هذا المراد ولما كل هذا التخبط والانزعاج على هذا العاصي الذي جعلهم يلوون النصوص ليّا حتى انقلبت دلالتها، كل هذا لأنهم وجدوا أحاديث يقيناً إنها مكذوبة تخرج العاصي من النار والقرآن قد خلده ، وهذه الأحاديث متعارضة ومتناقضة فإلى متى يستمر هذا العناد ومن يعاندون وما المصلحة من وراء هذا العاصي والله غالب على أمره وسيظهر الحق ويعلو وتتطاير هذه الأباطيل .

    ط- المؤمن لا خوف عليه ولا حزن والكافر مخلد في نار جهنم :
    وفي هذا الدليل نجد أن المؤمن بآيات الله الذي هو مسلم لا خوف عليه ولا حزن قال تعالى (يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون * الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين * ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون)[الزخرف:68-70] ذلك هو ما وعد الله عباده لقد وعدهم بعدم الخوف في ذلك اليوم الرهيب وعدم الحزن ولكن من هم ..؟ إنهم .. (الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين) فنسأل من يقول أن المؤمن يدخل النار ويخرج منها هل كان الذي دخل النار وخرج منها مؤمنا بآيات الله أم مكذبا ؟ سيقولون كان مؤمنا بآيات الله ولم يكن مكذبا ، فنقول وهل كان مسلما أم كافراً .. سيقولون بل كان مسلما، فنقول إذاً ما بقي إلا ما في أول الآية وهو وعد الله تعالى (يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون * الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين) فكل من كان مؤمناً بالآيات وهو في نفس الوقت مسلم فهو لا يدخل النار لأنه لو دخل النار خاف وحزن ، إذاً فهذه الآية معارضة لأحاديث الشفاعة تمام التعارض وعليه لا بد أن نقدم معنى الآية على معنى أحاديث الشفاعة ، وهذه الآية مع بقية الآيات والأحاديث تبين أن كلّ مؤمن لا خوف عليه ولا حزن ما دام قد صحّ إيمانه .
    وقال تعالى (الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)[البقرة:257] ففي هذه الآية بيان أن الله ولي المؤمنين ، وقال أيضاً (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم)[محمد:11] وإذا كان الله ولي كل مؤمن فإن الكفار وليهم الشيطان يخرجهم من النور إلى الظلمات ، فهم وحدهم أصحاب النار هم فيها خالدون ، فلا يصاحب النار ولي الله وإنما يصاحبها ولي الشيطان ، ثمّ لنقرأ قوله تعالى (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة .. )[يونس:62-64] والمتقون هم المصدقون العاملون كما قد علمت ، فهل ترونه بعد ذلك يدخل أولياءه النار وذلك بعدما وعدهم بعدم الخوف والحزن، أم هل يكونون في النار بغير خوف ولا حزن ، أم يخلف الله وعده ويبدل كلماته ...! لقد زعم ذلك من يقول بدخول المؤمن النار وإن لم يصرح ، بل يقول هذه الآية وأمثالها في المؤمنين الخلص ، فنقول ذلك قولهم بأفواههم وليس قول الله ، أما ربنا فقد أخبرنا أنه ولي المؤمنين ولم يفرق وأنه يخرجهم من الظلمات إلى النور ، إذا فلم يعذبهم وقد أخرجهم من الظلمات إلى النور وبين أنه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..؟! .
    وقال تعالى (فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا)[الجن:13] ونسألهم عن هؤلاء الذين سيدخلون النار ويخرجون منها فحما هل هم مؤمنون بربهم أم كافرون به ؟ فإن قالوا كافرون به فهم مخلدون في النار، وإن قالوا مؤمنون بربهم فقد وعدهم بأنه لا يرهقهم أي إرهاق، ومعنى ذلك أنهم لا يدخلون النار لأنهم لو دخلوها لكان أشدّ إرهاق ولن يخلف الله وعده ولن يبدل كلماته ، فقد وعد كل مؤمن بربه أن لا يبخسه ولا يرهقه .. وهذه الآية معارضة لأحاديث الشفاعة قال تعالى (فاعتبروا يا أولي الأبصار)[الحشر:2] فعلينا أن نعتبر إذا كنا من أولي الأبصار .
    وما كان الله ليذر هذه المسألة -وهي من أهم المسائل- عليهم ليبينوها ، بل أن الله قد وعد كل مؤمن بالنصرة يوم القيامة حيث قال (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد * يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار)[غافر:52،51] وبأي شيء سينصر هؤلاء المؤمنين يوم يقوم الأشهاد .. أهو بدخولهم النار في ذلك اليوم ..! وتدبر أخي المسلم هذه الآية فهي دليل قاطع على أن المؤمن لا يدخل النار .
    ثم نذكر هنا مسألة وهي أنه من لم يكن مؤمناً عامل الصالحات فإنه في خسر كما قال جلّ ذكره (والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصبر)[العصر:1-3] والخسارة ما هي إلا خسارة النفس قال جلّ ذكره (قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين * لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوّف الله به عباده يا عبادِ فاتقون)[الزمر:16،15] فقد تبين أنه من لم يكن مؤمناً عامل الصالحات فإنما هو في خسر ، ولنرجع إلى ما وعد الله المؤمنين العاملين الصالحات قال جل ذكره (ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون * وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون)[الروم:14-16] إذاً فالمؤمن لا يدخل النار .
    وقال تعالى (إنه من يأت ربّه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى * ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى)[طه:75،74] فهم فريقان لا ثالث لهما ، فأما من وصل إلى الله تعالى مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى ، وقال تعالى (إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون * لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون)[الزخرف:75،74] وقال أيضاً (ولا يردّ بأسه عن القوم المجرمين)[الأنعام:147] فهذه هي نهاية المجرمين والعياذ بالله .
    والفريق الآخر هم المؤمنون العاملون الصالحات فهم إن أتوا إلى الله تعالى تائبين فقد وعدهم الدرجات العلى والأمن والأمان والسلامة والاطمئنان، وقد ذكر الله تعالى ذلك بعد القسم الطويل، بل أطول قسم في القرآن أقسم به جلّ شأنه فقال ( .. قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها)[الشمس:10،9] فالسعادة يوم القيامة على عمل الإنسان وسعيه ، فمن دسّا نفسه بالمعاصي والآثام فإنه يخيب يوم القيامة ولا يخرج من النار ، ومن آمن وعمل الصالحات فإنه لا يدخل النار ، والقرآن خير شاهد ...

    ي- النـاس فريقـان :
    نجد في هذا الدليل أن الله قد بين أن الناس يوم القيامة فريقان لا ثالث لهما وكذلك في الحياة الدنيا ، ومنذ أن يخلق الإنسان في بطن أمه إما شقي وإما سعيد ، وأن الله لم يأمر الملك أن يكتب صنف ثالث وهذه الأحاديث واضحة ، ثم إن الله قد بين بقوله (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن)[التغابن:2] فهم فريقان لا ثالث لهما وهم كذلك عند الموت، قال (ص)Sadمن أحب لقاء الله أحبّ الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ، فقالت عائشة كلنا يكره الموت يا رسول الله، فقال (ص) ليس كذلك ولكن المؤمن إذا حُضر بشّر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحبّ إليه مما أمامه فأحبّ لقاء الله فأحبّ الله لقاءه ، وإن الكافر إذا حُضر بشّر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله فكره الله لقاءه) رواه البخاري ومسلم ، وهذا دليل قاطع على أن المؤمن مبشّر برضوان الله تعالى وكرامته، وأنه ليس شيء أحبّ إليه من لقاء الله فمتى سيدخل النار، أيبشره بالرضوان ثم يدخله النار ، وكيف سيدخل ربنا إنسان ما النار وهو راضٍ عنه .. سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم ، إذاً فالمؤمن بناءً على هذا الحديث لا يدخل النار، وفي هذا الحديث بيان أن الناس إلى فريقين كافر ومؤمن . بل أن المؤمن بمجرد موته يستريح كما قال الرسول (ص) (مستريح ومستراح منه، فقالوا ما المستريح وما المستراح منه ؟ فقال العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا ، والعبد الفاجر يستريح منه البلاد والعباد والشجر والدوابّ) رواه البخاري ومسلم .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 2:58 pm