جنة الفردوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموت


    * أسطورة الشفاعة *12

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 139
    تاريخ التسجيل : 08/09/2011

    * أسطورة الشفاعة *12 Empty * أسطورة الشفاعة *12

    مُساهمة  Admin السبت أكتوبر 22, 2011 5:20 pm

    الدليل الثالث : بعد حديث معاذ الذي هو الفصل في هذه المسألة نذكر حديثا قدسيا وفيه (أن الله سبحانه وتعالى يقول يوم القيامة لأهون أهل النار عذاباً كيف وجدت مضجعك فيقول شرّ مضجع فيقول لو كانت لك الدنيا وما فيها أكنت مفتديا بها فيقول أي وربي ، فيقول لقد طلبت منك ما هو أيسر من ذلك ,وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي شيئاً ولا أدخلك النار فأبيت إلا الشرك) رواه البخاري ، فهذا الحديث مثل حديث معاذ وشبه الآية السابقة تماما، فهو حجة واضحة وبرهان مبين أن أهون أهل النار عذابا رجل مشرك، وأنه لو لم يكن مشركا لما دخل النار، وهذا الحديث يبين أن الله وعد من لا يشرك به أن لا يدخله النار فمن قال أن غير المشرك يدخل النار فهو مكذب بهذا الحديث، وإن قال أن ظاهره غير مراد فقد جمع بين الكذب والتكذيب ، فالكذب هو أنه قال أن الله أراد كذا وكذا ، والتكذيب أنه لم يقل بظاهر الحديث، وهذا هو أظلم خلق الله الذي يجمع بين الكذب والتكذيب بحيث يصبح عنده أن من لا يشرك يدخل النار وهذا الحديث غاية في البيان والوضوح ، وقد رجحنا معناه وصرنا إلى ظاهره وتركنا ما يعارضه ويقول أن المؤمن يدخل النار، لأن هذا الحديث موافق للقرآن المحفوظ بحفظ الله تعالى، وهذا هو أهون أهل النار فلم يكن من هو أهون منه وهو مشرك وهو الذي له الجمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ما يرى أن أحدا يعذب عذابه وإنه لأهونهم كما في الحديث ، وكيف يوفقون بين هذا الحديث وبين أحاديث الدخول والخروج التي تقول أن بعضهم تغمره النار إلى موضع السجود وبعضهم إلى حقوه وإلى ركبته فهل سيقولون أن المؤمن يدخل النار ويعذب أكثر من الكافر المشرك .
    الدليل الرابع : حديث قدسي في أخره (يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة) وهذا أيضا وعد، وعد الله من لا يشرك به شيئاً أن يبدل سيئاته حسنات ، وهذا الحديث موافق لقوله تعالى (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما)[الفرقان:70] فمتى سيعذب الله من لا يشرك به شيئاً وقد وعده بأن يبدل سيئاته حسنات ، وهذا الحديث مثل الآية والأحاديث الماضية يبين أنه لا يعذب إلا المشرك وحده أما غير المشرك فإنه لا يعذب، وأحاديث الشفاعة تقول أنه يعذب غير المشرك وأن الشفاعة تكون لغير المشركين (أخرجوا من النار من لا يشرك بالله شيئا) وهنا كان التعارض واستحال الجمع ، ولا بد من المصير إلى طرح الثابت لما هو أثبت منه وهذه الأحاديث أثبت لأنها ليست متعارضة وتدل دلالة قاطعة أنه لا يعذب إلا المشرك والقرآن يؤيدها فلا بد من المصير إليها واعتبار ما يعارضها موضوع تنطبق عليه علامات الوضع .
    الدليل الخامس : حديث فيه أنه (ص) قال (ترفع الأعمال كل خميس واثنين فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء ..) وكل هذه الأحاديث في البخاري ومسلم، وعلى هذا الحديث فكل مسلم يغفر الله له كل خميس واثنين ، وهذا إخبار من الله أنه يغفر لكل من لا يشرك به شيئا في الأسبوع مرتين ، وهذا الحديث فيه دليل أنه لا يعذب إلا المشرك أما من غفر له فإنه لا يعذب إلا إذا صحّ عندهم أي المخالفين أنه يغفر له ثم يرجع ويعذب وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، وإن قالوا ظاهره غير مراد فقد كذبوا على الله ورسوله وكذبوا بمعنى هذه الأحاديث ...
    وأخيراً نطرح هذا السؤال وهو هل الذي يدخل النار ويخرج منها مشركاً أم غير مشرك ؟ فإن كان مشركاً بالله فهو مخلد في النار وإن كان غير مشرك فقد بين الله ورسوله أنه لا يعذبه بل وعده بذلك وعدا وإذاً قد جاز عندهم أن الله يخلف الوعد، وهم متفقون على أنه لا يخلف وعده، فماذا هم قائلون في هذه الأحاديث الواضحة البينة .؟! .

    ب- القران حصر النار على المكذب :
    إن هذا الرد من أوضح وأبين الردود حيث يتضح فيه أن النار مقصورة ومحصورة على المكذبين المتولين ، قال تعالى (فأنذرتكم نارا تلظى * لا يصلاها إلا الأشقى * الذي كذب وتولى)[الليل:14-16] فهذه الآية دليل واضح وبرهان مبين أنه لا يدخل النار إلا من جمع صفتي التكذيب والتولي، فمن قال إن المؤمن يدخل النار ويخرج منها وهو في نفس الوقت ليس مكذبا ولا متوليا فهو مكذب بهذه الآية، لأن الآية بينت من سيدخل النار على سبيل الحصر، فقول واحد من الناس أن مؤمنا يدخل النار نسأله هل هو مكذب أم أنه غير مكذب، فإن قال أنه مكذب بطل النقاش معه إذ كيف يكون مؤمنا وهو مكذب، وكيف يجتمع الإيمان مع التكذيب هذا بعيد جدا، وإن قال ليس مكذبا قلنا فالآية قصرت دخول النار على المكذبين والجمع هنا مستحيل ولا يمكن ، وقد رأينا جمعهم لهذه الآية مع الأحاديث التي تقول بدخول المؤمنين النار حيث قالوا: ومعلوم أن هناك أناس يدخلون النار ويخرجون منها وليسوا مكذبين ولابد من المصير إلى الجمع فنقول أن الصليّ صليّان صليّ الخلود وصليّ دون الخلود فهذه الآية تعني لا يصلاها صليّ الخلود إلا من جمع هاتين الصفتين، ومختصر ذلك الجمع (لا يصلى نار الخلود أو نار الكفار إلا من كذب وتولى أما نار الموحدين فإن الآية لم تذكرها) .
    أقول إن هذا الجمع على حساب الآية تماما فقد صح عندهم أن واحد يصلى النار ولم يكن مكذبا بل مؤمنا، فهذا هو الكذب على الله إنه أراد ذلك المعنى .. والتكذيب بآياته، والعجب ممن يزعمون أنهم يخافون من التكذيب بالأحاديث وهم مكذبون بالآيات ولم يؤمنوا بها بل قدموا معنى الأحاديث التي تقول بدخول المؤمنين النار مع أن القاعدة عندهم طرح الثابت لما هو أثبت منه وعندهم إن القرآن أثبت من الحديث، ومع ذلك نجدهم يلوون عنق النص القرآني ويبطلون معناه ليوافق ما ذهبوا إليه قال تعالى (ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام)[الصف:7] فهذه أعظم جريمة، ولم تكن جريمة تحريف الكلم عن مواضعه إلا واحدة من سنن اليهود وإن كانت هي العظمى .
    ومثل الآية السابقة التي استدلينا بها قوله تعالى (إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى)[طه:48] وقوله تعالى (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير * فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إل في ضلال كبير)[الملك:9،8] فقد بين الله أن من ألقي في النار مكذب ، فالنار لا يدخلها إلا المكذب المتولي وهي محصورة ومقصورة عليه .

    ج- الخزي والسوء مقصور على الكفار ولا خزي على المؤمن :
    وهذا الردّ يتمثل في آيات تدل على أن الخزي يوم القيامة ما هو إلا على الكافرين وليس على المؤمنين ، أما المؤمنون فإن الله لا يخزيهم ولا يسوءهم ، معنى ذلك أنه لن يدخلهم النار لأن دخول النار خزي وسوء ، قال تعالى (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار * ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار)[آل عمران:190-192] هذه هي العقيدة التي امتدحها ربنا عقيدة أولي الألباب وهي أن كل من دخل النار فقد أخزاه الله وما نصره إذ هو ظالم وهذه الآية كافية شافية ، وهي أيضاً تبين أن كل من دخل النار فإنه ظالم ليس له نصير ، وأحاديث الشفاعة إنما معناها أن معه نصير .. بل أكبر نصير ، إذا فهذه الآية من هذا الوجه تناقض أحاديث الشفاعة فلابدّ من اعتقاد ما في الآية وترك ما يخالفها إذ هي أثبت من الحديث وأقطع في الدلالة .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 1:14 pm