جنة الفردوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموت


    أسباب الضلال

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 139
    تاريخ التسجيل : 08/09/2011

     أسباب الضلال  Empty أسباب الضلال

    مُساهمة  Admin السبت أكتوبر 22, 2011 6:26 pm

    أسباب الضلال

    """""""""""





    أسباب الضلال ثلاثة : -

    * السبب الأول من أسباب الضلال هو (الظن) .

    * السبب الثاني من أسباب الضلال هو (التقليد).

    * السبب الثالث من أسباب الضلال هو (اتباع الهوى) .


    السبب الأول من أسباب الضلال هو (الظن)

    """"""""""""""""""""""""""""""""



    فالظن المحرم هو: القول بغير علم , قال تعالى (قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون)[الأنعام:148] فقد تبين أن القول بغير علم ظن, وقال تعالى (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون)[الجاثية:24] فتبين أن العلم نقيض الظن ومن لم يقل بعلم فإنما هو ظن .
    وقد حكم الله على الظن أنه لا يغني من الحق شيئا, قال تعالى (قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون * وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا)[يونس:36,35] وحيث أنه لا يغني من الحق شيئ فهو وباليقين الجازم ضلال, قال سبحانه وتعالى (فماذا بعد الحق إلا الضلال) [يونس:32] وقال جل ذكره (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وأنهم إلا يخرصون)[الأنعام:116] فقد وضح الله أن الظن ضلال وأنه لا يقوم بشيء من الحق, وقال الرسول (ص) فيما رواه البخاري عن أبي هريرة ... (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) وقد جعل الله الظن نقيض الهدى, حيث قال (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى)[النجم:23] .
    بل لقد كان الظن سبب ضلال أكثر الأولين , فهاهو فرعون الطاغية الأكبر كان الظن سبب ضلاله هو وقومه, بل كان سبب تكذيبهم بالبعث, قال تعالى (وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرح لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين * واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون)[القصص:39,38] وقال عن قوم نوح (ولقد أرسلنا نوح إلى قومه إني لكم نذير مبين * أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم * فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشر مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين)[هود:27,26]فهم قد كذبوا نبيهم لا لشيء سوى اتباع ظنونهم , وهاهم قوم شعيب يكذبون نبيهم اتباع للظن, قال الله عنهم (قالوا إنـما أنت من المسحرين * وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين)[الشعراء:186,185] وكذلك قوم هود, قال الله تعالى مخبر عنهم (وإلى عاد أخاهم هود قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون * قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين)[الأعراف:66,65] فها أنت ترى كيف أورد الظن أهله إلى التكذيب بالرسالات, والشك في البعث والضلال عن آيات الله البينات, وقال تعالى عن كفار قريش (وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظن وما نحن بمستيقنين)[الجاثية:32] بل كل المشركين متبعون للظن, قال تعالى (وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون)[يونس:66] .
    وقد وضع متبعو الظن لأنفسهم قواعد ظنية حالت بينهم وبين الهدى المنـزل من عند الله تعالى, ومن ضمن هذه القواعد الظنية قاعدة (أن الله لا يمكن أن يبعث بشر رسولا) تلك القاعدة الظنية وضعوها ظن لا علم يبينها ربنا بقوله (ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم * ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد)[التغابن:6,5] وقال تعالى (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشر رسولا)[الإسراء:94] وقال تعالى حاكي عنهم (قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة)[فصلت:14].
    أقول لما وضعوا لأنفسهم تلك القاعدة الظنية حالت بينهم وبين الهدى, فبعد ذلك مهما تأتيهم الأنبياء من الآيات فليس أمامها إلا التكذيب, ولو وفيتْ كل شروطهم فهم لا يؤمنون أبد, قال تعالى (ولو فتحنا عليهم باب من السماء فظلوا فيه يعرجون * لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون)[الحجر:15,14] وقال تعالى (ولو أنزلنا عليك كتاب في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين)[الأنعام:7] فهم إن فتحتْ لهم أبواب السماء فعرجوا فيها, وأنزل عليهم ما طلبوه وهو كتاب في قرطاس فلمسوه بأيديهم لن يؤمنوا, على الرغم مما لمسوا بحواسهم وأدركوه, وإنما ستجد عندهم المبررات والتأويلات , إذ القوم ليسوا بأهل حجـة وليس عندهم رغبة في الدين , لأن المشكلة ليست الحجة وإنما المشكلة هي ما ظنوه، وقال المولى (ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا * وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا * أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسف أو تأتي بالله والملائكة قبيلا * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنـزل علينا كتاب نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشر رسولا * وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشر رسولا)[الإسراء:89-94] تلك هي المشكلة الكبرى , وضع قواعد ظنية - والظن لا يغني من الحق شيئا- فقد اشترطوا شروط لو تحققت أسلموا بزعمهم, ولكن الله أخبرنا أن الذي منعهم هو ما قعدوا لأنفسهم من قواعد ظنية كانت سبب ضلالهم وبغيهم .
    فما أشبه اليوم بالأمس وما أشبه الليلة بالبارحة, نجد بعض الأئمة يضعون القواعد الكثيرة, ثم إذا جاء ما يعارض تلك القواعد حرفوه وأولوه ليستقيم مع ما قعدوا لأنفسهم من قواعد ما تزال سبب ضلالهم ، ومن تلك القواعد اليوم قاعدة هي (أن المعاصي لا يكفر صاحبها) وإذا أتيتهم بآية أو حديث يحكم على صاحب المعصية بالكفر بأي عبارة, قالوا إن ظاهرها غير مراد واخترعوا له معنى آخر لم يقل به الله ولا رسوله وإنما ظن من عند أنفسهم , وكم وما أكثر ما حرفوه من الآيات والأحاديث اتباع للظن وما تهوى الأنفس ، ولقد ظن المتأخرون أن ما قاله الأولون لا بد أن يكون صحيح .
    ولقد كان الظن سبب ضلال الجن والإنس, قال تعالى حاكي عن ذلك بقوله (وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا...وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا)[الجن:7,5] فظنوا أن ما هم عليه من عبادة وجدوا عليها آباءهم لا يمكن أن تكون كذب على الله, إذ هي منسوبة إلى الله تعالى , وهذا الذي يتصوره اليوم أكثر الناس حيث يقولون لا يعقل أن كل هؤلاء الناس لا يعرفون الحق أو أنهم مجتمعين على الباطل , وكلها ظنون والظن لا يغني من الحق شيئا , وقد قال الرسول (ص) فيما يرويه البخاري عن عمرو بن العاص (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رءوس جهال فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) فكل من أفتى بغير علم من الله فإنما هو من الرءوس الجهال متبعي الظن وإن كانوا خطباء مرموقين أو فصحاء مفوهين .
    وننتهي إلى عاقبة متبعي الظن , قال تعالى (وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا * ويصلى سعيرا * إنه كان في أهله مسرورا * إنه ظن أن لن يحور)[الانشقاق:10-14] .
    ولكن هناك ملاحظة وهي: أننا ادعينا وأثبتنا دعوانا أن الظن المحرم هو سبب الضلال وهو القول بغير علم ، وأما لو كان الظن راجح فهو نوع من العلم , وكذا إذا كان ظنا بمعنى اليقين فهو ليس ضلال , والمهم أن الظن يأتي بثلاث معان :
    الأول: ظن بمعنى اليقين , مثل قوله سبحانه تعالى (وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين * الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون)[البقرة:46,45] وقوله تعالى (ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا) [الكهف:53] فهذا الظن بمعنى اليقين وقد أكده سبحانه بقوله (ولم يجدوا عنها مصرفا) .
    الثاني: الظن الراجح , وهو الذي لا تصل فيه الأدلة إلى درجة اليقين بل يحتمل فيه خلاف الظاهر , وإنما أحد الاحتمالين أرجح ، فيسمى ظن راجح أو علم راجح , وهذا الظن أو العلم الراجح مثل قوله سبحانه وتعالى ( ... فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار)[الممتحنة:10] ولا يمكن أن نعلم منهن إلا الظاهر مع احتمال النفاق , ولكن الراجح والذي يبنى عليه الحكم هو العمل الظاهر , فهذا يسمى علم , وهو ظن راجح , وكذلك في إعتاق الرقبة المؤمنة ... وفي زواج المؤمنة .. إنما بالظاهر ويحتمل النفاق, وكذلك تجري الأحكام في الإسلام, وكذلك تقام الحدود وسائر القضايا بالشهود مع احتمال الزور في الشهادة .
    الثالث: الظن المحرم , وهو الذي حددناه في بداية الموضوع , وهو الذي ليس علم يقين ولا علم راجح وإنما هو قول بغير علم , وهو الذي نصت عليه الآيات والأحاديث أنه ضلال , وأنه كان سبب ضلال أكثر الأولين والآخرين, وأنه أكذب الحديث وأن عاقبة من اتبعه الخلود في النار.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 10:59 am