جنة الفردوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموت


    * أسطورة الشفاعة *22

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 139
    تاريخ التسجيل : 08/09/2011

    * أسطورة الشفاعة *22 Empty * أسطورة الشفاعة *22

    مُساهمة  Admin السبت أكتوبر 22, 2011 5:48 pm

    وقال تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وإن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى) فهذا دليل أن ليس للإنسان إلا سعيه وكسبه لا سعي غيره وقال تعالى (كل نفس بما كسبت رهينة) فكل نفس مرهونة بما كسبت إن خيراً فخير وإن شراً فشر وقال تعالى ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرت أعين جزاء بما كانوا يعملون) وقال تعالى (وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين) وقال تعالى ( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) وقال تعالى (كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون) وقال تعالى ( ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون) والآيات كثيرة وقاطعة إن دخول الجنة ما هو إلا بعمل الإنسان لا بعمل الغير والشفاعة من عمل الغير ولا هو بالاعتقاد كما زعموا وإنما دعا الرسول إلى العمل الجاد والجهاد بالمال والنفس قال تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) هؤلاء هم أهل الجنة الذين عملوا لأنفسهم ولذلك قال (ص) كما في الصحيح لعشيرته الأقربين (لا أملك لكم من الله شيئا ) وخص بذلك فاطمة وقال لها (يا فاطمة سليني من مالي ما شئت فإني لا أغني عنك من الله شيئا) وكذلك قال لكل أسرته فعم وخص مع أنه (ص) قال (فاطمة بضع مني يريبني ما يريبها) وكانت من أحب الناس إليه ولكن قد أرشدها وأرشد بني هاشم إلى العمل وقالSadاعملوا فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً) فإذا كان (ص) لا يغني عن بني هاشم ولا عن فاطمة ابنته من الله شيئاً إذا فهو لا يغني عن أحد أي شيء فأين ذهبت عقول من يدعون أن هناك شفاعة وماذا سيقولون في هذه الآيات والأحاديث التي تبين أن الجزاء ما هو إلا بالعمل ، والمخالفون لنا مقرون بالآيات والأحاديث عندهم صحيحة ولكن المشكلة عندهم أين يذهبون بما صنعوه لأنفسهم .. أين يذهبون بصاحب الكبيرة الذي سموه مسلما .. والذي سيدخل الجنة بغير عمل عمله ولا خير قدمه لقد قابلتهم كثير من الآيات والأحاديث تبطل قولهم ولكنهم أولوها وصرفوها إلى معاني زعموا إن الله ورسوله أرادها بغير علم وإنما مجرد كذب فضلوا وأضلوا .
    وروى البخاري في باب الغلول إن النبي (ص) قام يوما وذكر الغلول وعظم أمره ثم قال لألفين أحدكم يجيء يوم القيامة وعليه بعير له رغاء فيقول يا رسول الله أغثني أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك لألفين أحدكم يجيء يوم القيامة وعليه فرس له حمحمة فيقول يا رسول الله أغثني أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك لألفين أحدكم يجيء يوم القيامة وعلى رقبته شاة فيقول أغثني أغثني يا رسول الله فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك لألفين أحدكم يوم القيامة وعلى رقبته رقاع يخفق فيقول يا رسول الله أغثني أغثني فأقول لا أملك من الله شيئا قد بلغتك لألفين أحدكم يوم القيامة وعلى رقبته صامت فيقول يا رسول الله أغثني أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك ) فهذا الحديث الصحيح المشهور دليل قاطع مانع إن كل واحد مرهون بعمله وإن الرسول قد بلغ وبين وأنذر إنه لا يملك لأي أحد أن يغيثه في شاة فما دونها وكان يخاطب أصحابه وأعز الناس عنده فقد بلغ بلسان عربي مبين فمن خالف ما بلغه فإنه لا يملك له شيئا وهذا الحديث موافق لكل ما سقناه من الآيات والأحاديث التي تبين أن الجزاء بالعمل وأن الرسول لا ينفع أحدا يوم القيامة (يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله) بل لم يقف الأمر عند ذلك وإنما ثبت بالحديث الصحيح إنه (ص) يدعوا على من خالفه ولو بعد موته ففيما يروي البخاري ومسلم وغيرهما أنه (ص) قال (أنا فرطكم على الحوض ليرفعن إليّ رجال منكم حتى إذا هويت إليهم لأناولهم اختلجوا دوني فأقول أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي) وفي أخرى للبخاري (فلا أرى ينجو منهم إلا مثل هملاء النعم) وكل أحاديث الحوض تبين إنه (ص) لا يسقيهم من حوضه مجرد شربة ماء وإنما يدعوا عليهم وقد طلب من الله وهو في الدنيا أن يلعن أصحاب المعاصي وصرح بلعنهم عموماً وخصوصاً مثل لعنه على السارق ولعن في الخمر عشرة ولو دققنا لوجدنا إنه لعن كل صاحب معصية إذا فالرسول إنما يحب الذين يطيعونه أما الذين يعصونه فهو يلعنهم في الدنيا ويدعو عليهم في الآخرة وفي أحدى الروايات عند الحوض قال فأقول كما قال العبد الصالح يعني عيسى بن مريم (وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيدا إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) هذا هو قول العبد الصالح إذا فهو لا ينفع العصاة بشيء بل يرد الأمر كله لله فهو الذي يشاهد خلقه ويراقبهم ويحاسبهم وأما الرسول فما عليه إلا البلاغ وقال (ص) (إذا أحب الله عبداً استعمله) وقال (ص) (إنما الأعمال بخواتيمها وكل سعادة الدنيا والآخرة معلقة بعمل القلب والجارحة) وبعضهم يقول قد قال (ص) في حديث ما معناه (لا يدخل أحدكم الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته).
    ولكننا نقول لهم إن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بينت أن الجزاء بالعمل وهذه حقيقة لا جدال فيها ولكنا نسألكم هل العمل شرط للإيمان وسبب لدخول الجنة وعدمه يوجب النار أم لا فإن قالوا هو شرط للإيمان وسبب لدخول الجنة وعدمه يوجب النار فقد أصابوا ولكن نقول لهم ما معنى هذا الحديث عندكم إذا ولماذا تذكرونه هنا أكيد سيقولون إن عمل الإنسان لا يساوي الجنة بل لا يساوي نعمة من نعم الدنيا ولكن ربنا جعله ثمن الجنة تفضلا وتكرما ورحمة منه ومن لم يقم به دخل النار وحرم الجنة فنقول وهو كذلك .
    وإن قالوا بل الحديث هذا نسخ كل الآيات والأحاديث السابقة قلنا أولاً النسخ لا يكون في الأخبار وهذا منها، ثانياً هذه دعوة باطلة وهادمة لكل الدين ولا يقولها عاقل فما ظنك بمسلم ولنضرب لهذا الحديث مثلاً ولله المثل الاعلى: لو أن رجلاً استعمل أجيراً من بعد العصر إلى الليل مقابل أن يعطيه وادياً كاملاً فما نقول : نقول إن هذا الجزاء مقابل العمل وإن كان العمل يسيراً جداً وإنما أعطاه هذا الجزاء رحمة منه وتكرما ولكن لو لم يعمل هذا العمل القليل هل يستحق ذلك الجزاء بالتأكيد لا . وهكذا جعل الله العمل في عمر الإنسان القصير مقابل نعم الدنيا والآخرة فمن عمل ما طلب الله منه حصل على الجزاء مقابل العمل رحمة من الله وتكرم ومن أبى فإنه لا يستحق الجزاء .
    وعلى ذلك فقد تبين أن الجزاء ما هو إلا بالعمل لا بالشفاعة ولا بالوساطة وتبين قبل ذلك إن المؤمن لا يدخل النار وإنه آمن يوم القيامة
    12- حال أحاديث الشفاعة :
    وبعد الخوض في هذه القضية المهمة والتي جعلوها دليلاً على صحة إسلام العصاة من حيث أنهم سيدخلون النار ويخرجون منها ويدخلون الجنة ، إذاً فهم على حدّ زعمهم مؤمنون ، فلقد تيقنا أن المؤمن لا يدخل النار أصلاً بهذه الأدلة القاطعة ، وأن دخول الجنة ليس إلا بالعمل الصالح، إذاً فحال الأحاديث التي تقول بدخول المؤمنين النار غير صحيحة لمعارضتها ما هو أثبت منها وأقطع في الدلائل وهي متناقضة أيضاً مع بعضها فمن قال أن هناك من يدخل النار ويخرج منها ويدخل الجنة بالشفاعة مع أن الشفاعة ليست عمله فقد عطل كل هذه الآيات والأحاديث التي سقناها من أول البحث وغيرها كثير جداً .
    والقاعدة عندهم هي طرح الثابت لما هو أثبت منه وذلك عند التعارض وهي من القواعد العقلية المتفق عليها، وهم لا يخالفونا في كل ما ذكرناه من التعارض ولا يعارضون أن أدلة القرآن أثبت من السنة ولكنهم قالوا أنه لا بدّ من المصير إلى الجمع ما أمكن فجمعوا جمعاً لا يصحّ ولا يقبل ، وإنما هو نوع من التعطيل بل نوع من الكذب والتكذيب ، والخلاف معهم في نقطة واحدة هي أننا نقول أن جمعهم غير صحيح وأنه لا يمكن الجمع بين هذه الأدلة المتناقضة المناقضة لما هو أثبت منها ويستحيل اجتماع المتناقضات ، وهم يقولون أن ذلك غير مستحيل ، خذ مثلاً لذلك الجمع بينها في الأحاديث التي تقول (أخرجوا من النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان) وآخر يقول (لا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان) والجمع عندهم هو أنه لا يدخل نار الكفار أو نار الخلود وكذلك في قصر النار على المشرك قال نار الكفار ، وهكذا ... فهذا لا يصحّ ولا يمكن أن يصلح أبداً لأنه كذب على الله ورسوله وتكذيب لمعاني آيات وأحاديث كثيرة ولا يهولنك أخي المسلم قولهم أنها في الصحيحين أو ما يقولون رواه فلان وفلان وينقلونها من عدة كتب فالحق لا يعرف بالكثرة ، وإليك بعضا من قواعد علوم الحديث :
    أولاً : الثابت المتفق عليه بين أهل الصنعة أن للحديث شروط لا بدّ من توفرها كي يصحّ ، الاتصال برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهى السند وإلى جانب ذلك لا بدّ أن تسلم الرواية من الشذوذ والعلل القادحة ، والشذوذ هو أن تتعارض الرواية مع ما هو أثبت منها حتى وإن كان من رواية الآحاد إذا كان تعارضاً تاماً لا يمكن الجمع بينهما بسبيل من سبل الجمع فما بالك إذا كان هذا التعارض يصل إلى حدّ التناقض ، واختلاف التضادّ لا اختلاف التنوع ناهيك عن وقوعه بين رواية الآحاد وبين المتيقن من ثبوته وهو القرآن العظيم ، فالرواية بتلك الحالة لا يقول بصحتها من أعمل القواعد أي قواعد علم الحديث وأصوله لأنه لا يمكن الجمع بينها وبين نصوص القرآن قطعية الثبوت قطعية الدلالة إلا بنوع من التحريف المتكلف .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 9:41 am