جنة الفردوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموت


    * أسطورة الشفاعة *15

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 139
    تاريخ التسجيل : 08/09/2011

    * أسطورة الشفاعة *15 Empty * أسطورة الشفاعة *15

    مُساهمة  Admin السبت أكتوبر 22, 2011 5:26 pm

    هـ- الـمتقون لا يدخلون النار :
    الجنة ما هي إلا للمتقين الذين صدقوا بكل ما جاء به الرسول قولا وعملا ، وفي هذا الدليل نبين من هم المتقون ثم نبين عاقبتهم .
    فالمتقون هم الذين صدقوا بما جاء به الرسول (ص) قال سبحانه وتعالى (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون * لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين * ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون)[الزمر:33-35] فهؤلاء هم المتقون وذلك ما وعدهم الله فقد بين أن الذي جاء بالصدق وصدق به هو من المتقين ومن كان متقيا فإن له ما يشاء عند ربه وأن الله يكفر عنه أسوأ الذي عمل .
    وكذا لا يقبل الله إلا عمل المتقين قال جل وعلا (إنما يتقبل الله من المتقين)[المائدة:27] فمن لم يكن متقيا فإن الله لا يقبل له أي عمل .
    وقال تعالى (إن المتقين في مقام أمين)[الدخان:51] وليس في مقام خوف ، وفي نفس السورة (... ووقاهم عذاب الجحيم)[الدخان:56] وهاهم يحكون ما من الله عليهم به فيقول تعالى (فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم)[الطور:27] أيضاً ومن لم يكن متقيا فليس من أصحاب الجنة قال تعالى (تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا)[مريم:63] وقال تعالى (فأنذرتكم نارا تلظى * لا يصلاها إلا الأشقى * الذي كذب وتولى * وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى)[الليل:14-18] فهذا وعد من الله أن النار لا يدخلها إلا الشقي ، وأما التقي فإن الله قد وقاه عذاب السموم وعذاب الجحيم وهو في مقام أمين .
    من لم يكن متقياً فهو مجرم من أهل النار قال تعالى (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا * ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا)[مريم:86،85] فيا ترى كيف سيكرم وفده الوافدين عليه ... إنه أكرم الأكرمين .. بلا شك ولا ريب أنه سيكرمهم بالجنة ولا يدخلهم النار .
    قال تعالى (وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيراً للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين * جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين * الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)[النحل:30-32] فهذه عقيدة المسلمين في عاقبة الأمر ، والمؤمنون على ضوء هذه الآية يعتقدون أن ما يلاقونه في الدنيا هو خير، وما يلاقونه في الآخرة هو خير من الدنيا (للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين) فلو كان سيدخلهم النار لكان ما يلاقونه في الآخرة أشر مما يلاقونه في الدنيا ، وهذا خلاف هذه الآية المباركة .
    بل إن الملائكة لا تقول لهم (سلام عليكم) إلا بأمر من الله فيقضي لهم سبحانه بالسلام من لحظة الموت، فقولهم سلام عليكم هو سلام من الله، وقد قضى لهم بالسلام ولا راد لقضائه ولا إخلاف لوعده، فقد ثبت أنهم من حين الموت يقابلون بالسلام ، وتلك أكبر بشرى فلهم السلام وعليهم السلام قال تعالى (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنـزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)[فصلت:30] فالملائكة تتنـزل حين الوفاة وقد ثبت في الأحاديث أن المؤمن يبشر حال وفاته برضوان الله وكرامته .
    وزيادة على ذلك هذه الآيات الكريمات (ومن يتق الله يجعل له مخرجا)[الطلاق:2] وقوله (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا)[الطلاق:4] وقوله (ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا)[الطلاق:5] وقوله (وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون)[الزمر:61] .
    وخلاصة ما سبق أن المتقي هو الذي جاء بالصدق وصدق به لا يدخل النار وهو موعود بالأمن منجى من الخوف والحزن ، ومن لم يكن متقيا لا يقبل الله عمله ولا أمن له نسأل الله أن يجعلنا من المتقين قال تعالى (وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم)[يونس:2] .

    و- الناس شقي وسعيد :
    وفي هذا الرد نبين أن الناس يوم القيامة قسمين لا ثالث لهما إما شقي وإما سعيد فمن كان من السعداء خلد في الجنة ومن كان شقيا خلد في النار قال تعالى (إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود * وما نؤخره إلا لأجل معدود * يوم يأتي لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد * فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق * خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد * وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ)[هود:103-108] فذلك هو اليوم الذي يجمع الله له الناس وذلك هو اليوم المشهود وهو اليوم الذي أخره الله وأعد له عدا وأجل له أجلا ذلك هو اليوم الذي يمتاز فيه السعداء من الأشقياء ، فمن كان من الأشقياء فالهول المهول ، نعوذ بالله من ذلك .. إنه الشهيق والزفير والخلود في العذاب الأليم ، وأما من كان من السعداء فالنعيم المقيم والخلود فيه .. وليس هناك صنف ثالث ، نسأل الله أن يجعلنا من السعداء .
    وهنا نطرح ذلك السؤال لعلهم يرجعون وهو : هل هذا الذي قالوا عنه أنه سيدخل النار ويخرج منها سعيد أم شقي ، فإن قالوا من الأشقياء فقد حكم الله عليه بالخلود في النار وقد بين أن النار لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى ، فكل شقي مكذبٌ متول ، وإن قالوا أنه من السعداء الذين يدخلون النار ويخرجون منها قلنا لهم كذبتم .. إن السعيد لا يدخل النار لأنها محصورة ومقصورة على الشقي كما في الآية السابقة (وأما الذين سعدوا ففي الجنة) فأين يذهبون وبم يجيبون ..؟ لن تجد عندهم بعد ذلك إلا اللجوء لما قاله سابقوهم، والسابقون مختلفون ولم يتفقوا أبدا .
    وانظر إلى ما قاله ابن كثير عند تفسير (خالدين فيها إلا ما شاء ربك) قال: إنها كقوله تعالى (ويوم نحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم)[الأنعام:128] وقال الزمخشري في الكشاف : الاستثناء هو من العذاب في النار لأن لهم عذاب غيره هو الزمهرير .
    والحق أن الله أخبرنا بما أراد فالآية المباركة هي البيان والشرح لذلك اليوم العصيب والرهيب فقد بين الله أنهم قسمان لا ثالث لهما شقي وسعيد .
    وقد قالوا أن الاستثناء من الذين يدخلون النار ومعناه : أنهم خالدين إلا الموحدين فإنهم لا يخلدون وقد ذهبوا إلى هذا التفسير ليوافق مذهبهم أن هناك مسلم عاص، وأنه يدخل النار ويخرج بالشفاعة إذا لم يكن له حسنات ترجح السيئات وليس في الآية ما قالوه ، ولو وقع هذا الاستثناء فإنما هو من الزمن لا من الناس فإن الزمن هو أقرب مذكور، أعني يكون الاستثناء من الخلود نفسه فلو شاء لأخرجهم جميعا ، فكل شيء راجع لمشيئته ، وينسبون لعمر أنه قال لو مكث الكفار في النار عدد رمل عالج لكان لهم يوم يخرجون منها .. وهذا لا يصح .
    ونحن نقول أن إرجاع أي شيء إلى مشيئة الله لا يدل على أنه سيخرجهم من النار ، فقد ثبت أنه سبحانه يرجع الشيء إلى المشيئة وهو لم يرد به إلا شيئا واحدا ، وانظر إلى قوله تعالى (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين)[الفتح:27] فليست المسألة عنده احتمالية ، بل قد وعدهم بذلك وهو لا يخلف الميعاد، وأكد ذلك بلام القسم ونون التوكيد الثقيلة ، وقال تعالى (ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم)[الأحزاب:24] والمعلوم أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار، وقال تعالى في شأن اليهود والنصارى (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)[المائدة:18] فلم يكن من المحتمل أن يغفر لهم وهم على كفرهم، بل قد شاءت مشيئته أن يعذب العاصي وينعم الطائع ، وقال (ص) لأهل المقابر ( .. ونحن إن شاء الله بكم لاحقون) وليس عنده احتمال أنه لن يلحقهم بل هو متأكد من ذلك، ومثل قوله تعالى (سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله)[الأعلى:7،6] فهل معناه أنه سينسى ؟ لا .. فقد أخبره ربه بقوله (لا تحرك به لسانك لتعجل به * إنا علينا جمعه وقرأنه)[القيامة:17،16] .
    إذا فلا حجة لهم في المشيئة أبدا ، ولو صح ذلك فقد قال سبحانه وتعالى (وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك) فيلزمهم أن يقولوا أن هذا الاستثناء واقع وأنهم سوف يخرجون من الجنة وهذا بعيد جدا، فإن قالوا أن الله سبحانه قد قال (لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين)[الحجر:48] قلنا : نعم وصدقتم ، وإنما ذلك دليل عل أن المشيئة قد تدخل في الشيء الذي لم يرد له إلا إرادة واحدة ، وأيضاً قد قال الله في كل من دخل النار (وما هم بخارجين من النار)[البقرة:167] وقال تعالى (وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها)[السجدة:20] وقال تعالى (إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم * يصلونها يوم الدين * وما هم عنها بغائبين)[الإنفطار:13-16] فلو خرجوا لغابوا عنها ، وقال تعالى عن الذين يطيعون في البعض ويعصون في البعض الآخر (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون * أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون)[البقرة:86،85] فلو خرجوا لخفف عنهم العذاب ، كيف وقد نفى سبحانه أن يخفف عنهم العذاب ، وقد ذكرنا الآية المباركة التي أوردها ابن كثير وقال أنها مثل هذه الآية ، فقد أرجعهم تحت المشيئة مع أنهم كفار .
    وفي النهاية لقد تبين بهذه الآية الكريمة أن الناس إما شقي وإما سعيد وأن الشقي يخلد في النار والسعيد يخلد في الجنة ، وهذه الآية تنفي وتعارض أحاديث الشفاعة لأن الذين سيخرجون -على حد زعمهم- لا بد أن يكونوا إما سعداء وإما أشقياء ، فإن قالوا سعداء كذبوا فليس من السعادة دخول النار ولو للحظة واحدة ، وإن قالوا أشقياء فهم خالدون في النار ، والخلود هو البقاء الدائم الذي لا نهاية له كما هو موجود في معاجم اللغة ، وقد قال الله (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) فلم يسم عمر نوح كله خلدا ، وقد قال الرسول (ص)Sadالناس مؤمن تقي أو فاجر شقي) فالتقي هو المسلم والشقي هو الفاجر فلم يبق مع من يقول بالدخول والخروج إلا قولهم (يحتمل كذا أو كذا) وكلمة يحتمل لا تبطل الأدلة القاطعة ، ولا يمكن أن يترك النص القاطع للاحتمالات المفترضة التي هي نوع من التشكيك والتكذيب لكلام الله ورسوله ... (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) .

    ز- النار مقصورة على المسرفين :
    وفي هذا الرد نبين أن الله قد قصر النار على المسرفين وأنهم أصحاب النار وحدهم قال تعالى (وأن المسرفين هم أصحاب النار)[غافر:43] وعلى هذه الآية المباركة فإن النار مقصورة على المسرفين، وفي هذه الآية دليل قاطع أن النار لا يكون صاحبها إلا المسرف، ولكن هل يجتمع في النفس البشرية الإسراف والإيمان ..؟ نقول أنه لا يمكن أن يجتمع ذلك أبدا ، قال تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين * بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين)[الزمر:53-59] وهذه الآية دليل قاطع على أن المسرفين ليسوا تائبين ولا مسلمين ولا متقين ولا محسنين وإنما هم ساخرون متكبرون مكذبون كافرون ، وهذا يكفي لإثبات أن المسرف هو الكافر وأنه لا يصاحب النار إلا المسرف ، ولا يمكن أن يكون الإنسان من أصحاب الجنة ومن أصحاب النار في آن واحد .
    وعلى ذلك فالمسرفون هم الكافرون قال تعالى (وأن المسرفين هم أصحاب النار) والنار لم تعد إلا للكافرين قال تعالى (واتقوا النار التي أعدت للكافرين) إذا فلا يدخل النار إلا الكافر، والآيات كثيرة تبين أن أصحاب النار هم الكفار قال تعالى (فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)[البقرة:39،38] فالنار مقصورة على الكفار ، وقال تعالى (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)[البقرة:81] وقال تعالى (والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة * عليهم نار مؤصدة)[البلد:20،19] وقال تعالى (إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا)[الكهف:102] فالنار مخصوصة بالكافرين ، وقال تعالى (وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار)[غافر:6] وقال تعالى (فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين)[البقرة:24] فقد بين الله أن النار أعدت للكافرين وأن وقودها الناس والحجارة أي أن وقودها هم الكافرون وحدهم قال تعالى (إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار)[آل عمران:10] فقوله (وأولئك هم وقود النار) أسلوب حصر وقصر لورود ضمير فصل بين معرفتين، فالنار مقصورة عليهم ولا يدخلها المؤمنون أبدا، ومن قال أن مؤمنا يدخل النار فهو مخالف لهذه الآيات مخالفة تامة إذ أن النار لم تعد إلا للمسرفين الكافرين ...

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 9:42 pm