جنة الفردوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموت


    * أسطورة الشفاعة *9

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 139
    تاريخ التسجيل : 08/09/2011

    * أسطورة الشفاعة *9 Empty * أسطورة الشفاعة *9

    مُساهمة  Admin السبت أكتوبر 22, 2011 5:09 pm

    6- تناقض كل أحاديث الشفاعة في آخر من يخرج من النار :
    روى مسلم أن الرسول (ص) قال (إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها وآخر أهل النار دخولاً الجنة ، رجل يخرج من النار حبواً فيقول تبارك وتعالى اذهب فادخل الجنة فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملئا فيعيد عليه نفس الأمر ويرجع بنفس الجواب مرتين فيقول له تعالى اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها ، فيقول أتسخر بي أو تضحك بي وأنت الملك) هذا نص الحديث عن آخر رجل يدخل الجنة ويخرج من النار وهو خلافاً لحديث أبي سعيد لأنه ليس من الفحم الضبائر وخلافاً للأحاديث السابقة لأنه لم يذكر أنه خرج بأي شفاعة وفيه أنه لم يصدق ربه بما أعطاه ، وهل يتصور أحد من ربه خلافاً لما يقول له ، ففيه هذه الخلافات وفيه خلافاً للأحاديث الأخرى في آخر من يدخل الجنة ولذلك تجد النووي بشرح مسلم (ج3ص40) ذكر له شروحاً .
    والرواية الأخرى في مسلم أنه رجل يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار فإذا جاوزها قال تبارك الذي نجاني منك .
    قلنا : وهذا خلاف لكل ما سبق فإنه لم يدخل النار بل كانت تسفعه مرة وليس من الضبائر ولا فيه أن أحد شفع له وليس من أهل القبضة ، ثم يقول (لقد أعطاني الله شيئاً ما أعطاه أحد من الأولين فتزلف له شجرة فيقول أي ربي أدنني منها لأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله عز وجل لعلي إن أعطيتكها فتطلب غيرها فيقول لا يا ربّ، ويعاهده على أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر عليه وهكذا مراراً حتى يدخل الجنة ويقول له لك الدنيا ومثلها وضحك الله وضحك الرسول والمسلمون من هذا الرجل) ..! - وتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً- وهذه الرواية مخالفة لمن هو آخر أهل الجنة دخولا وآخر أهل النار خروجاً ورواية أخرى أنه يقول ما أعطي أحد مثل ما أعطيت وراية أخرى أنه رجل يجيء بعدما دخل الناس الجنة منازلهم ، وهذا لم يذكر فيه أنه جرى له نوع من العذاب إلا أنه سأل ربه كيف يدخل وقد دخل الناس ونزلوا منازلهم ، وفي رواية أخرى لمسلم عن أبي ذرّ أنه (ص) قال إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا وآخر أهل النار خروجاً منها رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا كبائرها فتعرض عليه صغائر ذنوبه فيقال عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبائرها أن تعرض ، فيقال إن لك مكان كل سيئة حسنة فيقول أي وربي عملت أشياء لم أرها هنا ، فلقد رأيت رسول الله (ص) ضحك حتى بدت نواجذه ، فهذه الرواية مخالفة لكل السابقات ، وهذا خلاف للقرآن والسنة .
    ثانياً أنه لم يذكر أي شفاعة ، ثالثاً : أنها مخالفة لروايات آخر أهل النار خروجاً منها وآخر أهل الجنة دخولا فيها ، وقد شرح ذلك كله النووي ، وأكثر هذه الألفاظ في الشفاعة وأكثر هذه المتون ظاهرها غير مراد عندهم وكذلك ابن حجر في فتح الباري ، أما لو قرأت في الكتب الأخرى لوجدت أحاديث وشروحا فيها عجائب وغرائب تخالف بعضها بعضها وتخالف الكتاب والسنة والعقل ، انظر حديث من مسند أحمد جعله بعض المؤلفين في الشواهد وذلك : أنه عندما ذهب أهل الموقف لآدم وقد ألجمهم العرق قال لقد لقيت مثل ما لقيتم يعني من العرق واللغب وهذا بعيد جداً ، ولم ينكروه مع : أنه مخالف للأحاديث السابقة وفي آخره بعدما قال شفع الملائكة والنبيون والمؤمنون قال الله إني أرحم الراحمين ، أدخلوا جنتي من لا يشرك بي شيئاً .. إذاً لمن شفع الشافعون ومازال من لا يشرك بالله شيئاً في النار ولم يخرجه إلا الله برحمته وأين ذهب الحديث .. فهي نائلة من لا يشرك بالله شيئاً والأكبر من ذلك : أن في الحديث هذا بعد : أن قال أخرجوا من لا يشرك بالله شيئاً ، يقول لهم انظروا في النار هل تلقوا من أحد عمل خيراً قط فيجدون رجلاً في النار فيقولون هل عملت خيراً قط ، فيقول لا غير إني كنت أسامح في البيع والشراء فيقول الله اسمحوا لعبدي هذا .
    أولاً: قد قال أدخلوا في جنتي من لا يشرك فلم يبق إلا المشرك ، يعني ذلك أنه أمرهم أن يسألوا المشركين وهذا بعيد ومستحيل .. وكيف يطلب منهم أن يسألوا الناس، وإذا قالوا قد فعلنا خيراً يصدقوهم، هذا الحديث لا يمكن أن يقول به عاقل ، لا أقول مسلم ، أما المسلم فمجرد أن يقرأ هذه الأحاديث ويرى ما فيها من التناقضات لبعضها ويرى الكلام الذي لا يصح نسبه إلى الله العليم الحكيم الخبير ، فإنه يرده مباشرة ، أما الذين في قلوبهم زيغ فإنهم يرضون به ويحبونه ويجعلونه قاضياً على كلام الله المبين .. قال تعالى ( .. وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون * ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون)[الأنعام:113،112] فأهل الباطل من المقلدين والمنافقين ومتبعي الشهوات يتبعون الباطل ويقترفون المعاصي والآثام .. الخ .
    حديث آخر لأحمد جعلوه في الشواهد واستنكروا بعضه لمخالفاته لما في البخاري ومسلم وأكثره مخالف لما في البخاري ومسلم وهو ( ..حتى إذا أراد الله أن يصدع بين خلقه نادى مناد أين أحمد وأمته فنحن الآخرون والأولون نحن آخر أمة وأول من يحاسب فتفرج لنا الأمم فنمضي غراً محجلين من أثر الوضوء فتقول الأمم كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء) .
    فكر يا أخي قليلاً في هذا الحديث لترى فيه الدواهي وأفراد القرائن تجد أن السابقين من بني آدم هم السابقون وأن المقتصدين سواء وأن الكرامة ما هي إلا بالتقوى ليس غير وأن الله يقول (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيرا * ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا)[النساء:124،123] هذا حكم الله وهذا الذي نعتقده أما هذه الخرافات المتناقضة فغير صحيحة لكن استمر هذا الحديث يصف أمة محمد بالظهور الذي تميزوا به (غرا محجلين) مع أن إطالة الغرة ليس فرضا ومع أن الأمم كلها تظهر، قال فآخذ بحلقة الباب فأقرع الباب أي باب الجنة فيقال من أنت فيقول أنا محمد فيفتح فآت ربي على كرسيه ، وهذا الحديث يبين أن الشفاعة داخل الجنة وأن الله تعالى على كرسي داخل الجنة خلافاً لما سبق من الأحاديث ، قال فأخر له ساجداً فيقال ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع فأقول أي ربي أمتي أمتي فيقال أخرج من في قلبه كذا وكذا أربع مرات .
    فلو تصورنا من هذا الحديث أن محمداً (ص) وأمته شبه الأنبياء اتجهوا نحو الجنة ، وقد فكوا لهم طريق بين الأمم وغبطوهم سائر الأمم ولكن عندما وصلوا باب الجنة فتح النبي (ص) وهؤلاء المؤمنون أخذوا إلى النار وبعد ذلك رجع لهم النبي (ص) بالشفاعة وأخرجهم على حسب المثاقيل، هل يتصور ذلك وهل يعقل وهل هذا موافق لما سبق وللقرآن والسنة الصحيحة أم ماذا نقول عن هذا الحديث وأمثاله ، ولقد بدأ الحديث أنهم طلبوا الشفاعة منه (ص) للراحة من الموقف فإذا به يشفع للدخول في الجنة والخروج من النار ، وقد ذكر بعض المؤلفين أن فيهما ضعف لكنه لم يستنكر إلا بعض الألفاظ والباقي قال فيه أنه يصلح من الشواهد والمتابعات .
    وفي رواية لابن خزيمة أنه (ص) يشفع لأهل المثاقيل ثم يدخل الله من بقي من أمته النار ويقول أهل النار ما أغنى عنكم إنكم كنتم تعبدون الله ولا تشركون به شيئاً فيقول الله فبعزتي لأعتقنهم من النار . قلت وهذا تناقض ، كيف أنهم كانوا يعبدون الله ولا يشركون به شيئاً وليس معهم أدنى مثقال من إيمان . ثانياً : كيف أن الرسول (ص) لم يشفع لهم على حسب الروايات السابقة مع أنهم كانوا يعبدون الله لا يشركون به شيئاً .
    ولا تعجب يا أخي ممن افترى هذه الأحاديث بل العجب ممن يتناقلونها ويستروحون بها ويكثرون من روايتها دون إنكار بل كثرتها عندهم دليل على أنها متواترة ما دامت في نظرهم تؤيد مذهبهم ، وأكثر من ذلك يروون أحاديث أن الله قد خير الرسول بين أن يدخل نصف أمته الجنة وبين الشفاعة إلا أن الرسول من حرصه على أمته اختار الشفاعة لأنها أعظم وأشمل، فهل من متعقل لهذا الحديث وأمثاله وإذا كان الجزاء يوم القيامة بالعمل أما هذا الحديث فقد جعل المسألة عقد اتفاق بين الله سبحانه وتعالى وبين محمد (ص) وجعل الخيار في هذا العقد للرسول (ص) ، أما بنود هذا العقد المعروض أن يدخل الله نصف أمة محمد الثلاث والسبعون الفرقة الجنة سواء كانوا يستحقونها أم لا وإنما بموجب الاتفاق -و هذا بعيد أن يخير الله عبد على ذلك أو يرضى بذلك الخيار ويتفق مع شخص عليه-، إلا إن الرسول حريص على أمته ويريد أن يدخل الجنة أكثر من النصف على حسب الاتفاقية أيضا لأنه رضي له بالشفاعة وهي أعم ، ولو كانوا غير مستحقين الجنة .. وإلا فما تغني هذه الاتفاقية لو كان كل واحد سيدخل الجنة بالعمل وما الفائدة أن يختار الرسول الشفاعة والجزاء بالعمل أقول .. وماذا أقول .. وكم أقول .. بأن هذا الحديث وأمثاله موضوعة مكذوبة مفتراة على الله ورسوله ، ومخالفة لبعضها ولصريح القرآن .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 12:19 pm