جنة الفردوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموت


    * أسطورة الشفاعة *8

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 139
    تاريخ التسجيل : 08/09/2011

    * أسطورة الشفاعة *8 Empty * أسطورة الشفاعة *8

    مُساهمة  Admin السبت أكتوبر 22, 2011 5:07 pm

    وفي هذا الحديث قال : فلا يقومون من السجود إلا وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة ومتى رأوه أول مرة ، إن الذي يقرأ هذا الحديث يدري أنه كذب على رسول الله وإنما هو مثل أحاديث القصاص ، قال ويضرب الجسر وتحلّ الشفاعة ، لقد قالوا أن الرسول حدد متى تكون الشفاعة أنها عندما يضرب الجسر وأن الشفاعة هي قول الرسول (ص) اللهم سلّم سلم لا سجود ولا قيام ولا هي من خصوصيات الرسول وحده، ولم يسلم بل مخدوش ناج ومكردس في النار ، قال حتى إذا نجا المؤمنون فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في ا لنار فيقولون يا ربنا إخواننا كانوا يصومون ...) .
    لكن كيف خلص المؤمنون من النار ونجوا منها وما يزال إخوانهم فيها أم هو خلوص دون خلوص ونجوا منها ولم ينجوا وإذا كان المؤمنون قد نجوا فما بقي إلا الكفار وهذه الرواية لم تقل خلص بعض المؤمنين ، والمشكلة الكبرى والمصيبة العظمى في هذا الحديث أنهم أي المؤمنون هم الذين يطالبون ربنا بالحق لإخوانهم ويناشدون الله ويذكرونه بصلاتهم وصيامهم وحجهم وتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً فهو سبحانه لا يضل ولا ينسى ولا يظلم مثقال ذرة ولا يمكن أن مؤمناً يقول ذلك لربه أبداً ، وحاشا المؤمنون الذين يعلمون أن الله يحكم لا معقب لحكمه وأنه لا يظلم مثقال ذرة، فعندما ضرب السور بينهم وبين المنافقين نادوهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم كنتم مخادعين وبما أنكم قد صرتم بلا نور فأنتم المنافقون ، ولم يقولوا إخواننا كانوا يدخلون معنا المسجد و.. و.. ، هذا بعيد أن يصدر من مؤمن ، والمشكلة أنهم لم يطالبوا إلا بالحق الذي لإخوانهم من صلاة وغيرها وبعد ذلك يعطيهم توكيل مطلق يخرجوا من عرفوا ..! فيا عاقل : هل هذا كلام الله ورسوله وبعد ذلك يخرجوهم على حسب ما في قلوبهم من إيمان إذاً فقد صار المؤمنون هم الذين يخرجون الناس من النار على حسب المثاقيل في قلوبهم وصاروا يعلمون ما في الصدور حتى أنهم لم يذروا في النار خيراً ، إذاً فأهل القبضة ليس معهم أي خير وواضع هذا الحديث لم يكتفي بحشر الآية الأولى في غير موضعها ، بل وكأنه رأى أن الناس لن يصدقوه فأضاف آية أخرى وهي قوله تعالى (إن الله لا يظلم مثقال ذرة)[النساء:40] فقال أن الصحابي قال إن لم تصدقوني-يكاد المسيء أن يقول خذوني- فاقرءوا (إن الله لا يظلم مثقال ذرة) وتصور أنه بهذه الآية يكسب هذا الحديث صحة .
    فنقول إن هذا الباطل لا يروج إلا على الضالين أما المسلمون فإنهم يؤمنون بأن الكافر والمشرك يطعم بكل حسناته في الدنيا وأما إن مات مشركا فعمله محبوط وليس معه أي مثقال ذرة من خير ، ولكن هذا الحديث قد ألغى كل الأحاديث السابقة وخالفها من كل وجه فالأحاديث السابقة تقول أن الذي يخرجهم من النار هو الرسول (ص) على حسب المثاقيل في قلوبهم من الإيمان أو من الخير ويحد له حدا ، والحديث الذي قبل هذا يقول أن الذين يخرجون من النار هم الملائكة بأمر من الله ولم يبق إلا المشركون ، وهذه الرواية تقول أن الذين يخرجونهم من النار هم المؤمنون حتى لم يذروا فيها خيراً والبقية يخرجهم الله من النار بالقبضة ، وهكذا من إكثار الكذب علم الآخرين بالتناقض فلو أنهم ألغوا رواية واحدة قد لا تنكشف ولكن عندما كثرت الروايات انكشفت الأسطورة وينسبون هذه الروايات للرسول ويلصقونها بالصحابة والثقات كي تقبل ، ونحن لا نتهم الذين نسبوها إليهم بل نقول أنها دست عليهم بأي صورة والحاكم عندنا كتاب الله سبحانه وما صح عن رسوله (ص) ، ورحم الله عائشة عندما حدثوها عن عمر أن المؤمن يعذب ببكاء أهله عليه فقالت والله ما تحدثونني عن كذابين ولا مكذبين ولكن السمع يخطئ ألم تسمعوا إلى قول الله (ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى) فردت الحديث وعدلت الرواة .
    لكن في نهاية الحديث عظيمة وهي ما نسبوه إلى النبي أنه عندما ينتهي كل خير من الإيمان في قلوب الناس يحثو الله حثيه وفي رواية ثلاث حثيات فيخرجهم من النار ويدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه وهذا الحديث لا يصلح إلا للمرجئة الذين يقولون أن العمل ليس شرطا للإيمان أما الذين يقولون لا بدّ من العمل ولو قليلاً منه فإن هذا الحديث يهدم مذهبهم فإن أقل شيء يكون الإنسان مسلماً به عندهم هو الشهادة وهي أفضل الأعمال وأعلى شعب الإيمان وهي خير ، أما هؤلاء فقد دخلوا الجنة بغير عمل خير أبداً ويقتضي ذلك أنهم ما قالوا حتى الشهادة ، والمعلوم أن الجنة لا تدخلها إلا نفس مؤمنة ، فهؤلاء قد صاروا على حسب الحديث مؤمنين مادام دخلوا الجنة ، فعليهم أن يتركوا هذا الحديث أو يتركوا مذهبهم، أما العمل فهو شرط حقيقي للإيمان فما بقي إلا أن يتركوا هذه الروايات المختلفة مع بعضها المخالفة للعقل والقرآن والحديث، وهم عندما يرون في هذا الأحاديث المناكير الكبيرة يلجأون للتأويل ، وهذا التأويل تقوّل على الله .
    قال النووي في شرح مسلم عند قوله (أتاهم الله في أدنى صورة أو أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها) قال معنى رأوه فيها : علموا له -هذه الصور- وهذا لا يستقيم أبداً ، ولكن قد صار الحديث عندهم على غير الظاهر أو أكثر فقراته ، فيرون الإتيان على غير الظاهر والرؤية على غير الظاهر ، وقال إن بعضهم ليكاد ينقلب قال من شدة الامتحان، وكأن يوم القيامة يوم امتحان مع أن المؤمن تكون آخر فتنة له فيها فتنة القبر وهو مثبت .
    و(يوم يكشف عن ساق) جمهور أهل اللغة أن الساق الشدة أي يكشف عن شدة وأمر مهول ، وهذا مثل تضربه العرب لشدة الأمر ولهذا يقولون قامت الحرب على قدم وساق ، وأصله أن الإنسان إذا وقع في أمر شديد شمر ساعده وكشف ساقه ، وقال عياض المراد بالساق نور ، وقيل قد يكون الساق علامة بينه وبين المؤمنين من ظهور جماعة عظيمة من الملائكة على خلق عظيمة لأنه يقال ساق من الناس يعني الساق الملائكة ، وقيل معناه كشف الخوف وإزالة الرعب وما كان غلب على قلوبهم من الأهوال، قال وهذا الحديث قد يتوهم منه أن المنافقين يرون الله مع المؤمنين، وقد ذهب جماعة إلى ذلك ، وهذا لا يصح بإجماع .
    قلنا : كله لا يصح بحكم الله ورسوله ولو صحّ هذا الحديث فلا بدّ أن المنافقين يرونه ، قال عياض عند تفسير المثاقيل معناه اليقين ، قال النووي والصحيح أنه شيء زائد عن التصديق الذي لا يتجزأ ، وعند تفسير لم يعملوا خيراً قال هم من ليس عندهم إلا مجرد الإيمان (ج3ص31) هذا عند حديث أبي سعيد الخدري وهو أيضاً الذي نسبوا إليه رواية أنس فهذه الأحاديث تنسب لأبي هريرة وأنس وأبي سعيد ولم ينسبوا من هذه الأحاديث الطوال لغيرهم .
    وقد نسب إلى أبي سعيد حديثاً آخر في مسلم (أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن أناس أصابتهم بذنوبهم أو قال بخطاياهم فأماتتهم إماتة حتى إذا كانوا فحماً أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر ...) .
    قلنا : وهذا مخالف كل المخالفة لما سبق فإن كل ما سبق من الأحاديث لا تذكر أنهم ماتوا بل الموت بعد الحياة الآخرة مخالف لصريح القرآن ، قال تعالى (لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى)[الدخان:56] وأما الأحاديث السابقة فهي تقول أنهم يخرجون من النار وتحرم على النار موضع السجود وأيضاً هذا الحديث فيه أنهم يموتون ومعنى ذلك أنهم لا يحسون بالعذاب إلا وقت الموت وهذا لا يصح بل من دخل النار عذب ولا يموت فيها ولا يحي وأيضاً هذا الحديث يحدد وقت الشفاعة وذلك بعد أن صاروا فحما وإنه يجيء بهم ضبائر يعني حزم من الفحم ، والأحاديث الأخرى تقول أن النار تأخذ هذا إلى كعبه وهذا إلى حقوه وهذا فوق وهذا تحت خلافاً لهذا الحديث وهذه الروايات من البخاري ومسلم وفيها هذه التناقضات وهذه الأحاديث عندهم من أقوى ما يستدلون به على الدخول والخروج والشفاعة ، وهي أقل تناقضات عندهم أما غيرها فهي أكثر ولم نهتم بمتابعتها وقد مرّ بك ما بها من التناقض والخلاف مما يوجب سقوطها وعدم القول بها بل الحكم عليها أنها ليست من كلام الله تعالى ، بل أنها مما أخبر الرسول (ص) عنها بقوله (ألا إنه سيكذب عليّ فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار) .
    ومن الأحاديث المتناقضة ما يروى أنه (ص) قال (أوتيت الشفاعة لم يؤتها نبي قبلي) و(لكل نبي دعوة مستجابة دعا بها على قومه ووفرت دعوتي شفاعة لأمتي) معنى ذلك أن الشفاعة مقصورة عليه والأحاديث السابقة تذكر أنه سيشفع الأنبياء الآخرون والملائكة والمؤمنون .
    وتناقض آخر في روايات أخرى (أترونها للمتقين .. لا ولكنها للمذنبين المتلوثين) ورواية (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) وهذه الروايات مناقضة لروايات أخرى وذلك عندما سأل الصحابة رسول الله أن يجعلهم في شفاعته فقال هي لكم ولمن مات لا يشرك بالله شيئاً، فهل أصحابه أهل كبائر أم هم المذنبون المتلوثون ، إن هذا لهو التناقض العجيب .
    ولقد حاول بعض الشراح أن يرتب هذه الأحاديث فلم يستطع لأنها لا تساعده على حسب المواقف التي رتبها فبعضهم جعل الشفاعة قبل الحساب والميزان وبعضهم بعد ، وبعضهم جعل الحديث الذي فيه لتتبع كل أمة ما كانت تعبد والذي فيه أن الملائكة تخرجهم هو الأول وما في معناه ، وبعضهم جعل الأول عندما يذهبون إلى آدم .. وإلى محمد ، وأين تكون شفاعة محمد قبل الحشر أم بعده وقبل المؤمنين أم بعدهم ، ولم يستطع أحد إلى يومنا هذا أن يرتبها ترتيبا مقنعا ، وإنما كلّ له ترتيب وكلّ له تفسير وتأويل ، وبعض المؤلفين لا يسوق كل الروايات في الشفاعة حتى لا يظهر تناقضها ، وإنما يقول الشفاعة للعصاة حقّ ويجب الإيمان بها ويسوق حديثا واحداً أو بعض حديث ، وبعضهم يقسمها مواقف ولكنه لم يأت بالحديث بطوله وإنما يأتي ببعضه ولو أتى به كاملاً لم يبق للمواقف الأخرى أي شيء وهكذا ... قال تعالى (وأما الباطل فيذهب جفاء)[الرعد:17] .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 2:21 pm