جنة الفردوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموت


    الحد الأدنى من العمل للإسلام8

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 139
    تاريخ التسجيل : 08/09/2011

    الحد الأدنى من العمل للإسلام8 Empty الحد الأدنى من العمل للإسلام8

    مُساهمة  Admin الأحد أكتوبر 30, 2011 8:19 pm

    وقال تعالى (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيف)[النساء:76] فقد تبين من هذه الآية أن الطاغوت هو الشيطان وأن الكفار يقاتلون في سبيل الطاغوت أي الشيطان وهم أولياؤه أي أتباعه .

    وعلى هذا الأساس يقول تعالى (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم * الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)[البقرة:256،257] هذه الآية من الآيات البينات القاطعات تبين أن الناس فريقان لا ثالث لهما كما أنه ما بعد الرشد إلا الغي ، فطاعة الله ورسوله هي الرشد وطاعة الشيطان هي الغي ، وتبين أيض أن من لم يكفر بالطاغوت أي "من اتبعه" فهو غير مستمسك بالعروة الوثقى وهو غير مؤمن بالله ، فالإيمان بالله طاعته وإنفاذ أمره واتباع شرعه ، والكفر بالطاغوت عدم اتباعه وليس إنكار وجوده .

    وتبين كل البيان أن الله ولي كل مؤمن ، فهو يخرجه من ظلمات المعاصي إلى نور الطاعة ، إذ فالمؤمن لا يكون متبع لأمر الشيطان أي : مصر على عصيان الله ، وأما أولياء الطاغوت الذين يتبعونه فإنه يخرجهم من النور إلى الظلمات أي من الطاعة إلى العصيان (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) هذه نهاية كل من اتبع أمر الشيطان .

    وحيث أن الحق المنـزل من عند الله واحد لا يتعدد فقد وصفه الله بلفظة (النور) مفردة ، وحيث أن الباطل الصادر من الطاغوت متعدد فقد وصفه الله بـ(الظلمات) بلفظ الجمع، والمهم أن تعلم أن الله تولى إخراج كل مؤمن من الظلمات إلى النور ، وعليه فإنه من الـمحال أن يكون المؤمن على عصيان الله تعالى ، لأن الله وليه وقد تكفل بإخراجه من ظلمات المعاصي إلى نور الطاعة .

    فتدبر أيها المسلم هذه الآية فهي جلية وواضحة في بيان أن الشيطان هو الذي يأمر بمخالفة أمر الله وهو الذي يخرج أولياءه من النور إلى الظلمات، ومن استجاب له كان من الخالدين في النار، إذ فالإيمان بالله هو طاعة الله وحده وعدم طاعة أمر الشيطان .

    الدليل السابع : قال تعالى (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون* وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون)[الأعراف:202،201] فقد قسم الله الناس في هذه الآية إلى فريقين .. فريق متق إذا مسه طائف من الشيطان تذكر فأبصر فندم واستغفر والثاني : أخو الشيطان يمده الشيطان في الغي والضلال فلا يقْصر أي : لا يتوب ولا يرجع ، فلا يكون مسلم إلا التائب من كل المعاصي ، وأما المصر على عصيان الله فإنه أخو الشيطان يستمد الغي من الشيطان وهو الكافر .

    أجل .. إن الذي يعصي الله ولا يتوب من معاصيه يصير أخ للشيطان لأن الشيطان عصى الله ولم يتب أو يستغفر (إن الشيطان كان للرحمن عصي)[مريم:44] وسيكون معه في النار كما قال تعالى (فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين)[الحشر:17] بئس الأخ أخو الشيطان وبئس للظالمين بدل ..

    الدليل الثامن : يتمثل هذا الدليل في أن الناس فريقان لا ثالث لهما حزب الله وحزب الشيطان قال تعالى (استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون) [المجادلة:19] فالمؤمنون حزب الله وأولياؤه ، والكفار حزب الشيطان وأتباعه ، فمن أي حزب يكون المصر على معاصي الله ، هل هو من حزب الله وأولياؤه أم هو من حزب الشيطان .. ؟ والجواب : معلوم أن من اتبع أمر الله وشرعه فإنما هو من أوليائه ومن أشرك بولاء الله ولاء الشيطان فإن الشيطان يضله ويهديه إلى عذاب السعير ، قال تعالى (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا)[الكهف:50] بئسما استبدلوا به لقد استبدلوا بطاعة الله طاعة عدوه وعدوهم ، إذ فهم ظالمون وقد قصر الله الخسران عليهم في الآية السابقة ..فبعد للقوم الظالمين الذين ظلموا أنفسهم .

    وقال سبحانه وتعالى (فريق هدى وفريق حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون)[الأعراف:30] فهذا سبب كفرهم وضلالهم .

    وقد خط الرسول (ص) خط وخط حوله خطوط صغيرة وقال هذا سبيل الله وهذه سبل الشيطان على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم تلا قوله تعالى (وأن هذا صراطي مستقيم فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)[الأنعام:153] وعلى ذلك فإما أن يكون المرء على صراط الله وإما أن يكون خارج منه إلى إحدى سبل الشيطان وهذا دليل أنه لا يكون في صراط الله من وقع في أي مخالفة لأنه بـمعصيته خرج من سبيل الله .

    وقد فطر الله الخلق على توحيده حيث قال الرسول (ص)(إن الله يقول إني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم .. وحرمت عليهم ما أحللت لهم .. وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا)[رواه مسلم وأحمد عن عياض بن حمار المجاشعي] إذ فكل المعاصي اتباع لأمر الشيطان ، ولا يمكن أن يخرج الإنسان من دينه إلا الشيطان .

    الدليل التاسع : في قوله تعالى (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريق من المؤمنين * ومـا كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ) [سبأ:21،20] فقد بين الله أن إبليس قد حقق عليهم ظنه الذي كان قد ظنه من قبل ، وأنهم قد اتبعوه إلا المؤمنين فإنهم لا يتبعونه ، وهذا دليل على أنه لا يتبع أمر الشيطان إلا غير المؤمن، ثم إن الله أخبرنا أن الشيطان ليس له سلطان عليهم إلا أن الله ابتلى الخلق به ليعلم من يؤمن بالآخرة فيسعى لها سعيها ممن هو منها في شك ، فتبين أن الذي يتبعه لا يؤمن بالآخرة بل هو في شك منها كما حكم الله وبين ، فالإيمان بالله واليوم الآخر هو في عدم اتباع الشيطان وذلك لا يتم إلا بطاعة الله وعبادته بدون شرك .

    وقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين * فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم)[البقرة:209،208] فالعزيز الذي لا يعز عليه شيء أمر بالدخول في السلم كافة أي بجميع شعائره ، والسلم الذي أمر الله بالدخول فيه هو الإسلام ، لكنه نهى عن ضده وهو اتباع خطوات الشيطان ، فهو الذي يخرج الإنسان خطوة خطوة ، فمن عصى الله فإنما اتبع خطوات العدو المبين ، وخرج عن صراط الله المستقيم .

    الدليل العاشر والأخير : وهذا الدليل يتمثل في عرض أدلة تبين أن الشيطان رأس كل معصية لله سبحانه وتعالى وسبب كل فتنة ، وقد جمع الله ذلك كله بقوله تعالى (إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)[البقرة:169] وقد بدأ ذلك الكيد بإيقاع آدم u في المعصية إلا أن آدم مثل المؤمنين إذا مسه طائف من الشيطان ندم واستغفر وتاب ... والمصر مثله إبليس عصى ولم يتب ولم يرجع وهو الذي يزين المخالفات لبني آدم قال تعالى (تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم)[النحل:63]هذه هي عاقبة من اتبع تزيين الشيطان .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 10:17 am