جنة الفردوس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموت


    الحد الأدنى من العمل للإسلام4

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 139
    تاريخ التسجيل : 08/09/2011

    الحد الأدنى من العمل للإسلام4 Empty الحد الأدنى من العمل للإسلام4

    مُساهمة  Admin الأحد أكتوبر 30, 2011 7:51 pm

    دليـل الأمـثـال

    """""""""""""

    معنى المثل : مثل به : شبه به ، والمثل يدل على مناظرة الشيء للشيء، و"هذا مثل هذا" أيْ نظيره ، وربما قالوا "مثيل" كشبيه وهذا المعنى اللغوي للمثل ونستخلص من ذلك أن الأمثال: هي تمثيل شيء غائب بشيء حاضر نعرفه أو نلمسه ، وتضرب الأمثال للفصل في القضايا وإنهاء الجدل إذ هي حجة قاطعة لا تقبل الجدل ، وقد ضرب الله في القرآن من كل مثل وكذلك الرسول (ص)، وقد ضربت الأمثال للناس لعلهم يتفكرون ويهتدون ويسلمون ... ضربت لتحدث الإسلام ولتبين الشرك ، قال تعالى مبين لماذا تضرب الأمثال (ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآن عربي غير ذي عوج لعلهم يتقون)[الزمر:28،27] وقال جل وعلا (وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)[الحشر:21] وقال سبحانه (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون)[العنكبوت:43] وقال (ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفور)[الإسراء:89] .

    وحيث أن الأمثال ضربت لتحدث التفكر والتقوى والعلم فمن هذه الأمثال مثل المشرك والمسلم قال تعالى (ضرب الله مثل رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجل سلم لرجل هل يستويان مثل الحمد لله بل أكثرهـم لا يعلمون)[الزمر:29] فهذا المثال فيه تعريف المسلم والمشرك، وقد ضرب الله هذا المثل ليميز به بين الرجلين - عبد الله وحده .. والذي فيه شركاء- فالذي يطيع الله ويطيع الشيطان أو هواه أو أي أحد غير الله ليس كل أمره لله بل فيه الشركاء وهذا هو المشرك، وما الشرك إلا أن تجعل لله في الأمر الواحد شركاء ، وحيث أن العاصي لله ورسوله ولو بمعصية واحدة لا يتوجه بتلك المعصية لله وإنما هي اتباع لغيره إذ فليس كل أمره لله وهو المشرك ، وهذا يكفي للاستدلال لأنه إذا عرف المشرك فهو أهم شيء ، وأما مثل المسلم فهو السلم الذي يكون أمره كله لله تعالى قال تعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)[الأنعام:163،162] وقال تعالى عن المؤمنين (قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون)[البقرة:139] هذا مثل المسلم الخالص المخلص لله رب العالمين ، فقد تبين بهذا المثل أن الذي يطيع الله ويطيع غيره هو مثل الذي فيه شركاء متشاكسون ، والله لا يرضى أن يطاع الهوى أو الشيطان أو يقدم أي أمر على أمره ، والشيطان لا يرضى بإخلاص العمل لله تعالى ، فالمسلم هو سلم الطاعة لله ولكي يكون الإنسان مسلم فلابد من التزام كل الفرائض واجتناب كل المحارم ، فمن ترك فرض أو ارتكب محرم فإنما هو متبع وطائع لغير الله ، وهو العبد الذي فيه شركاء ...

    المثال الثاني : فيما يرويه أحمد عن النواس بن سمعان الأنصاري أنه قال قال النبي (ص) (ضرب الله مثلا صراط مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول أيها الناس ادخلوا الصراط جميع ولا تتفرقوا ، وداع يدعو من جوف الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه ، والصراط الإسلام والسوران حدود الله تعالى والأبواب المفتحة محارم الله تعالى ، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله عز وجل والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم) فضارب المثل هو الله تعالى والشارح هو رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى ، فقد أورد هذا المثل لبيان الإسلام وكيف يخرج الإنسان منه وكيف يبقى فيه ، فالذي نخلص إليه من هذا المثل أننا إذا تخيلنا طريق مستقيم على جانبيه سوران فيهما أبواب مفتحة فالذي لديه أدنى عقل يستطيع أن يقول أن من خرج من باب من هذه الأبواب أو تعدى سور من هذه السورين فقد خرج من هذا الطريق تمام ، ولا يقول أنه لا زال داخل الطريق إلا من ليس له أدنى عقل ، ولكن ما هذا الصراط وما تلكما السوران وما هذه الأبواب المفتحة ...؟ إن الصراط هو الإسلام وإن السورين هي حدود الله وإن الأبواب المفتحة هي محارم الله ، إذ فمن تعدى حد من حدود الله أو ارتكب محرم من محارم الله فقد خرج من الصراط الذي هو الإسلام, ومن أجل أن يكون الإنسان مسلم عليه أن يلتزم الصراط الذي هو الإسلام وذلك بأن لا يتعدى حد ولا يرتكب محرم .

    وهذا الحديث شبيه بقوله (ص) (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ..) [رواه البخاري عن أبي هريرة] بل هو شبيه بكل الآيات والأحاديث التي تنفي الإيمان عن الإنسان بمجرد معصية واحدة إلا أنه مثل واضح في الخروج من الإسلام وهذا الحديث يشهد لمعناه آيات من كتاب الله ومنها قوله تعالى (وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم)[يس:61] فعبادة الله هي الصراط المستقيم،وقوله تعالى(وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم)[الزخرف:61] فالعبادة هي اتباع أمر الله تعالى وهي الصراط المستقيم وهي الإسلام .. هذا عن الصراط المستقيم ، وأما عن السورين قال تعالى (ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون)[البقرة:229] وقال تعالى (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نار خالد فيها وله عذاب مهين)[النساء:14] فالحديث صحيح المعنى وقد صحح سنده الألباني ، ورواه أيض عن ابن مسعود ولكنه ليس مما يقال بالرأي فهو مرفوع لأنها نفس الألفاظ في حديث النواس (ضرب الله) فلا يصح أن نقول (ضرب الله) وليس مرفوع .

    المثال الثالث : يبين فيه الرسول (ص) مثل المشرك بالله سبحانه وفيه قوله (إن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبد من خالص ماله بذهب أو ورق فقال هذه داري وهذا عملي فاعمل وأد إلي فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده)[رواه أحمد والترمذي وابن حبان عن الحارث الأشعري وصححه الحاكم في المستدرك] هذا مثل المشرك الذي خلقه الله ولم يشارك في خلقه ولا في رزقه أحد فجعل يعمل لغير الله تعالى، أليس العاصي ولو بواحدة يعمل لغير الله ..؟ وهذا مثل واضح جد يبين إن الذي يعصي الله ورسوله هو المشرك والسبب أنه لم يعمل المعصية لله وإنما لغير الله ، فأين ما زعموا المصر على الكبائر المسلم عندهم ، أليس ما هو يعمل لغير الله .. أليس ما هو المشرك الذي يعمل لغير سيده ..؟ أجلْ إنه المتبع لهواه والمتبع لأمر الشيطان .

    وقد قال الرسول (ص) في الحديث الذي يرويه أحمد عن شداد بن أوس (أتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية ، قلت يا رسول الله أتشرك أمتك من بعدك ؟ قال نعم ، أما إنهم لا يعبدون شمس ولا قمر ولا حجر ولا وثن ولكن يراءون بأعمالهم) فالشرك هو العمل لغير الله والذي يعصي الله ورسوله لا يعمل لله وإنما يعمل لغير الله تعالى ، فلا يكون مسلم إلا من أخلص طاعته واتباعه لله تعالى وحده من غير إصرار على أي مخالفة .

    المثال الرابع : فيما يرويه أحمد عن عبد الله بن مسعود قال: خط لنا رسول الله (ص) خط ثم قال هذا سبيل الله ، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ، ثم قرأ (وأن هذا صراطي مستقيم فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)[الأنعام:153] وواضح من هذا المثال أن الوقع في المعصية خارج من سبيل الله إلى سبل الشيطان .. وسبيل الله هو صراطه المستقيم ، وقال الله تعالى (واتبعون هذا صراط مستقيم * ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين) [الزخرف:62،61] فالشيطان هو الذي يصد عن اتباع أمر الله تعالى وأمره سبحانه هو سبيله وهو صراطه المستقيم، فلكي يكون الإنسان مسلم عليه أن يلتزم صراط الله المستقيم ولا يخرج منه باتباع أمر الشيطان، وأما مثل المؤمن فقد سبق ذكره أنه المخلص لله رب العالمين السلم له وحده .

    المثال الخامس : في قوله تعالى (ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم) [محمد:3] وهذا المثال من أوضح الأمثلة التي تبين أن المسلم هو الذي يتبع الحق ولا يخالفه وأن من خالف الحق فهو متبع للباطل وهو الكافر ، وقد مثل الله تعالى المخالف لأمره المكذب بآياته بقوله جل ذكره (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون * ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون)[الأعراف:175-177] فهذا مثل من علم الحق وخالفه (آتيناه آياتنا فانسلخ منها) والانسلاخ لا يكون لشيئين هما في الأصل والابتداء متباعدان وإنما يكون لشيئين متداخلين، وهذا التداخل كناية عن العلم بالحق والتمكين فيه، فمن علم الحق وخالفه لا يستقر على حال ولا يهدأ له ضمير أو يستريح له بال ، بل هو كالكلب (إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) لا يستقر ولا يطمئن بل يلهث على كل حال ، هذا هو مثل المخالف لما آتاه الله من علم ، وهو نفس المثل المضروب لبيان المكذب بآيات الله (ساء مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون) .

    وقال تعالى (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفار بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين) [الجمعة:5] فالحمار إذا حمل الأسفار لا ينتفع بها ولا يعمل بما فيها تمام ، وهذا مثل الذين حملهم الله الكتب السماوية فحملوها لكنهم لم ينتفعوا بما فيها وهذا هو التكذيب بآيات الله .

    وقد مثل الله المؤمن والكافر في قوله (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون * مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثل أفلا تذكرون)[هود:24،23] فالكافرون مثلهم الله كالأعمى والأصم لا يسمع ولا يرى .. يمشي على غير هدى ، والمؤمنون مثلهم الله كالسميع والبصير الذي يـمشي على هدى متحرز مما يضره حريص على مـا ينفعه .

    ونزيد هنا حديث حققه الألباني وهو قوله (ص) (إنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد)[رواه ابن ماجة عن العرباض بن سارية] فهذا مثل المؤمن وعلى هذا فهو لا يكون عاصي لله ورسوله وهذا الحديث لا يختلف عن قوله تعالى (والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا)[البقرة:285] فهو على السمع والطاعة وقال أيض (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمر أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)[ الأحزاب:36] فالمسلم كالجمل الأنف كما مثله الرسول (ص) وهناك مثل آخر للمؤمن الذي قال فيه الرسول (ص) (إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي) قال عبد الله بن عمر فوقع الناس في شجر البوادي ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله قال (هي النخلة)[رواه البخاري عن عبد الله بن عمر] يعني لا يضيع منها شيء، فكلها تصلح ورقها وثمرها وجذعها ، فليس المؤمن مما لا ينفع بشيء بل ليس فيه ما هو ضرر ، والعاصي لا ينفع بمعصيته أحد بل أنه يضر نفسه وغيره فليس مؤمن على هذا المثال ، والأمثال كثيرة للمؤمن والمشرك لمن تتبعها في الكتاب والسنة وإنما نذكر هنا بعضها ليكون غيرها مثلها ، فليس في أمثال المؤمنين ما يدل على إصرارهم على عصيان الله .

    وانظر إلى ذلك المثل العجيب الذي جعله الله مثل المؤمن في الزهد في الدنيا وإيثار الآخرة قال تعالى (وضرب الله مثل للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيت في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين * ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربـها وكتبه وكانت من القانتين)[التحريم:12،11] إنه مثل المؤمن الذي يحتذى به في التضحية لقد ضحت امرأة فرعون بكل ما معها من زينة الدنيا ومتاعها وشرفها ، بل واستهانت بكل عذابه وطلبت النجاة من ظلمه .. ومثْلها مريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها ، ليس هذا فحسب وإنما كانت من القانتين ، والقنوت هو الطاعة لله تعالى بخضوع ، فهذا مثل المؤمن طاعة الله تعالى بخضوع لا عصيانه ...

    فأين يوجد المسلم العاصي في أمثال القرآن قال تعالى (ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل)[الروم:58] ومنها مثل المسلم والكافر وأعمالهما مفصلة في الكتاب والسنة فهو (ص) يمثل المؤمن بأعماله فيقول (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعض وشبك بين أصابعه)[رواه البخاري عن أبي موسى الأشعري] وقال (ص) (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى)[رواه البخاري عن النعمان بن بشير] وقال تعالى (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركع سجد يبتغون فضل من الله ورضوان سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار)[الفتح:29] وقال (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صف كأنهم بنيان مرصوص)[الصف:4] .

    هذه أمثال وأعمال المؤمنين (إنما المؤمنون أخوة)[الحجرات:10] ولكن أين تجد المسلمين العصاة في هذه الأمثال كما زعموا بهتانا وزور (والذين اتخذوا من دونه أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيت وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) فمن تولى غير الله ورسوله فهذا مثله وإن التمسوا لهم أي حجة فهي أوهن من بيت العنكبوت، والحجة القاطعة المانعة هي ما بينه الله في كتابه أن المسلم الملتزم كل الفرائض والمجتنب كل المحارم .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 10:26 am